سيكون الشعب المغربي بكل فئاته وأطيافه السياسية في موعد مع التاريخ مرة أخرى، يوم غد الأحد، في المسيرة التضامنية التي دعت إليها كل من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين للتنديد بالهجوم الإسرائيلي الغاشم ضد «أسطول الحرية». وسيخرج الآلاف من المغاربة للتعبير عن تضمانهم مع الشعب الفلسطيني المحاصر، ومع شهداء أسطول الحرية التي تعرضت لوابل من قذائف الجيش الإسرائيلي. ومنذ يوم الإثنين الماضي عمت الشارع المغربي بكل أطيافه وفئاته حالة من السخط والاستنكار جراء المجزرة الرهيبة ضد أسطول الحرية المتوجه إلى عزة، عندما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتراض سبيل القافلة في عرض المياه الدولية، وأطلقت النار عليها، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، وإصابة العديد بجروح متفاوتة الخطورة. ووصف خالد السفياني ما تعرض له «أسطول الحرية»، خلال ندوة صحفية عقدت لوضع الترتيبات لتنظيم مسيرة الأحد التضامنية، وصفه ب»الجريمة ضد الانسانية وجريمة قرصنة دولة في المياه البحرية الدولية»، معربا عن «شجبه وامتعاضه من الجريمة البشعة ضد قافلة الحرية». وأعلن في نفس السياق انطلاق الاستعدادات والاتصالات على الصعيد الدولي لتنظيم «النسخة الثانية من هذه المبادرة الإنسانية تحت إسم «أسطول الحرية 2»، داعيا «أحرار العالم والمناهضين للعنصرية والإرهاب الصهيوني إلى المشاركة الواسعة والمكثفة في هذه القافلة». واعتبر السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، خلال الندوة الصحفية التي عقدت يوم الخميس، أن الهجوم على أسطول الحرية يعد «قمة الغطرسة الصهيونية لأن الجريمة، بحسبه، ارتكبت عن سبق إصرار وترصد، ضد قيادات ومسؤولين وناشطين من مختلف دول العالم». وستكون مسيرة المغاربة مناسبة للتنديد بقوة بوحشية الآلة الإسرائيلية التي أودت بحياة تسعة أشخاص كانوا يشاركون في القافلة الإنسانية المتوجهة إلى غزة المحاصرة، وشجب السلوك الهمجي لقوات الاحتلال التي لا تتورع في تصفية أشخاص عزل أبرياء يقومون بواجب إنساني، في غياب ضمير عالمي حي. وبدأت الاستعدادات والتعبئة الشعبية المكثفة لإنجاح المسيرة، التي يتوقع المنظمون، أن يشارك فيها الآلاف من المواطنين، سيفدون من كل جهات البلاد، للتعبير عن تضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، والتنديد بالممارسات العدوانية الإسرائيلية الغاشمة. في مناسبة لتأكيد وحدة الصف المغربي وراء القضية الفلسطينية، وإجماعه الواسع لنصرته. واتخذت الجهات الداعية إلى هذه التظاهرة كافة التدابير التنظيمية لإنجاح المسيرة، التي تنظم تحت شعار «مسيرة الحرية ضد الإرهاب الصهيوني»، من خلال دعوة كل الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني وكافة المواطنين إلى المشاركة المكثفة في هذه المسيرة. وسيكون تنظيم المسيرة الشعبية بالرباط، التي ستنطلق عند مدخل شارع محمد الخامس بالعاصمة ردا شعبيا وقويا من المغاربة قاطبة على الآلة الهمجية الإسرائيلية، وتنديدا بالعدوان الهمجي الإسرائيلي، وسلوكاته المتطرفة في حق الفلسطينيين، وفي حق محبي وأنصار السلام عبر العالم، وتأكيدا لموقف الشعب المغربي الشاجب بقوة لجرائم الاحتلال الصهيوني. وفي ذات السياق، أكد وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، على أن المغرب بكل مكوناته، ملكا وشعبا ومؤسسات، مجمع على التشبث بالقضية الفلسطينية ومتفق على نصرة القضية الفلسطينية، باعتبارها جزء من كيانه وهويته. مشيرا إلى أن المبادرات السياسية والدبلوماسية التي تتخذها المملكة، وكذا المبادرات الشعبية التي يتخذها المغاربة تصب في نفس الاتجاه. وشدد خالد الناصري على أن التظاهرة الوطنية التي ستشهدها العاصمة المغربية الرباط يوم الأحد المقبل ستؤكد بأن الشعب المغربي متفق على رأي واحد بخصوص هذه القضية ويتعامل معها بدون أدنى تحفظ واعتبر لبيض اكرين، عضو الجمعية المغربية للمساندة كفاح الشعب الفلسطيني في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم أن المسيرة الشعبية ليوم الأحد «ستعرف مشاركة مكثفة لجميع فئات الشعب المغربي، المعروف بمواقفه النضالية المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، والذي لا يتوانى أبدا في التعبير عن تضامنه المبدئي مع نضالاته من أجل بناء دولته المستقلة». وأضاف اكرين أن «جميع المغاربة مدعوون للمشاركة بكثافة في هذه المحطة النضالية للتنديد بشدة بالأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل، ليس فقط ما وقع من اعتداء غاشم ضد «أسطول الحرية» المتوجه إلى غزة، وإنما أيضا كل ما تقوم به اتجاه الفلسطينيين في كل أرض فلسطين عموما، وبغزة على وجه الخصوص». وقال لبيض اكرين إن المسيرة، «فضلا على أنها مناسبة لاستنكار الأفعال الإجرامية الإسرائيلية، فإنها ستوجه رسالة حضارية إلى العالم بأن إسرائيل بتماديها في عدوانها ليست دولة فوق القانون، ويجب عليها أن تكف عن أعمالها التي تقوض عملية السلام، كما أن المسيرة، مناسبة أيضا للمطالبة برفع الحصار عن سكان غزة الذين يرزحون تحت حصار دام طويلا ولم يعد مقبولا من عالم اليوم السكوت عنه».