وصف الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي مؤلفه، «شاعر يمر» الذي صدر مؤخرا، في ترجمته العربية، عن «دار ورد» بدمشق، وقامت بترجمته من الفرنسية روز مخلوف، بأنه «يوميات راعت التسلسل التاريخي، تتخللها تأملات حول الكتابة، ونهر الزمن، وحال العالم المقلق، ومصائر البشر بما فيها مصيري، ولكنها اتخذت شيئا فشيئا، ودون أن أخطط مسبقا للأمر، وجهة غير متوقعة، مستفيد من تنقلاتي المتواصلة. من محاولة مترددة إلى أخرى، شرعت بمراجعة جوانب كاملة من حياتي بمواكب لقاءاتها واكتشافاتها وأهوائها، وهذا كله بالتزامن مع تجارب وأحداث وانفعالات عشتها في الحاضر والماضي القريب جدا. لقد أدت شقلبة العلاقة مع الزمان ومع المكان إلى تغير في نوع السرد الذي انخرطت فيه بادئ الأمر. النتيجة: مادة أدبية لم تعرف هويتها. وهذا أفضل»، قبل أن يتساءل عن قيمة يومياته، فيقول: «هل هذه اليوميات فكرة جيدة؟ أليس هناك خشية من تحولها إلى فعل قسري، ومن وقوعها في تسلسل زمني مبالغ في تقديره؟»، ليكتب: «ما أدونه هنا ليس سوى محادثة آمل أن تكون صريحة ومفيدة مع نفسي». ويخصص اللعبي للمغرب فصلا من يومياته، تحت عنوان: «بلدي العزيز»، يختمه برجاء: «ليت الحظ يحالفك، يا بلدي العزيز». ولأنه شاعر، فقد كان لا بد أن نسمع رأيه بصدد واقع الممارسة الشعرية، ولذلك يقول: «إذا لم يكن للشعر من مردود مادي كبير، فهو يسمح على الأقل بأن يستقبلوك هنا وهناك، مع الحفاوة والاهتمام اللذين يستحقهما نوع مهدد بالانقراض. ولد عبد اللطيف اللعبي بمدينة فاس عام 1942، أشرف على إدارة مجلة «أنفاس»، التي أسسها عام 1966، واعتقل في 1972 بسبب مواقفه السياسية اليسارية، ولم يطلق سراحه إلا في 1980. يجمع، في إبداعاته، بين أجناس كتابية مختلفة، ويكتب باللغة الفرنسية، التي ترجم إليها الكثير من أعمال الشعراء العرب. أكد اللعبي حضوره في المشهد الثقافي المغربي والعربي والدولي، وفاز بعدد من الجوائز الأدبية، آخرها وأشهرها جائزة «غونكور» الفرنسية.