قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء بالرباط، إن الشراكة العربية- الصينية تعد من أنجح أشكال التعاون التي تربط الدول العربية بالتجمعات والمنظمات والدول الفاعلة على المستوى الجهوي والدولي. وأوضح بوريطة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة لندوة العلاقات العربية- الصينية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية برسم سنة 2019، أن هذا اللقاء يسعى إلى إطلاق مبادرات جديدة في أفق الرقي بمستوى التعاون والشراكة بين الطرفين، وذلك بغية تعزيز المكتسبات المشتركة وإشاعة ثقافة التعددية الحضارية والثقافية. وأبرز الوزير في كلمة تلاها نيابة عنه السفير، مدير الشؤون الآسيوية والأوقيانوس بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد عبد القادر الأنصاري، أن انضمام المملكة المغربية إلى “مبادرة الحزام والطريق” الصينية، يعد فرصة متجددة لفتح آفاق أرحب وفرص أكبر للتعاون والاستثمار بين البلدين في شتى المجالات. كما أشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والصين ما فتئت تتعزز وتتنامى للرقي بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين في ماي 2016، والتي أعطت دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية المتنامية بين البلدين. وفي كلمة مماثلة، أبرز رئيس الوفد الصيني المبعوث الخاص للحكومة الصينية لشؤون الشرق الأوسط، السيد زهاي جون، أن العلاقات التي تجمع بين الصين وبلدان العالم العربي تعد مثالا يحتذى في متانة أواصر التواصل الحضاري، التي تستمد قوتها من التاريخ العريق للعلاقات الثنائية. وفي هذا السياق، أكد زهاي جون على ضرورة تدعيم جسور التواصل بين العالم العربي والصين، وتوحيد الجهود في عدة مجالات من قبيل مكافحة الإرهاب، وتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحكامة والتدبير الإداري. من جهة أخرى، أشار المسؤول الصيني إلى أن مبادرة “الحزام والطريق” تعد بتعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى أرفع، اعتبارا لحمولتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية القوية، قائلا “إن كلا الحضارتين سجلتا فصولا مبهرة في التاريخ العالمي، وهما الآن تنفتحان على فصول جديدة تتيح تعزيز التلاقح والتناغم الثقافي”. من جانبها، أوضحت مديرة إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة العربية، السيدة سعاد السائحي، في كلمة باسم الأمانة العامة للجامعة، أن الصين تعتبر، بحق، أحد أهم شركاء الدول العربية، حيث تربطهما روابط تاريخية وثقافية متميزة، كما أن لديهما سجلا تاريخيا من العلاقات الودية والمواقف المؤيدة والداعمة للطرفين في القضايا التي تهم الجانبين. وحسب السائحي، فإن التنسيق بين الجانبين العربي والصيني في إطار منتدى التعاون العربي- الصيني شكل نقلة نوعية حقيقية في كافة المجالات، وساهم في توطيد الصداقة العربية- الصينية ودفع التعاون في مبادرة “الحزام والطريق”. وفي هذا الصدد، أوضحت المسؤولة أن هذه المبادرة من شأنها أن تسهم في تعميق وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء به بين الدول العربية والصين إلى مستويات أعلى خلال المرحلة القادمة من مسيرة منتدى التعاون العربي- الصيني، والتواصل والاستفادة المتبادلة في مختلف المجالات. يشار إلى أن هذه الندوة التي تقام على مدى يومين، ستعرف تنظيم خمس جلسات تتناول عدة مواضيع، من قبيل “مقومات الرأسمال المادي واللامادي في الفضاء العربي- الصيني”، و”استلهام نظريات التعددية الثقافية لتدبير واقع التنوع الثقافي”، و”دور وسائل الاتصال التقليدية والثورة المعلوماتية الحديثة في نشر المعرفة الدينية ومكافحة التطرف والكراهية”.