كما هو معلوم قررت اللجنة التأديبية لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم فرض غرامة مالية كبيرة على اللاعبين محسن متولي وحسن الطير على خلفية ضبطهما في غرفة اللاعب مسلوب رفقة ثلاث فتيات وبجانبهما قنينة من الخمر في الليلة التي سبقت مباراة الفريق الأخضر ضد سطاد باماكو برسم ذهاب الدور الأول لعصبة أبطال إفريقيا والتي انهزم خلالها الرجاء بهدفين لهدف واحد. وكشف مسؤول عن الفريق البيضاوي أن اللجنة التي عقدت مساء أول أمس الإثنين اجتماعا برئاسة مبارك إحسان قررت تغريم اللاعب محسن متولي 23 مليون سنتيم، في حين تقرر تغريم حسن الطير 13 مليون سنتيم. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللاعب متولي لعقوبات داخل النادي، فقد سبق له أن عاش سيناريوهات مماثلة الموسم الماضي، وتم السماح له في أكثر من مناسبة بداعي مصلحة الفريق فوق كل اعتبار وأن الرجاء في حاجة لكل أبنائها. ولكن الفتى المدلل للقلعة الخضراء لم يستوعب الكثير من الدروس والعبر، بل استمر في مغامراته وسهراته الماجنة وتصرفاته التي أساءت كثيرا إلى سمعة الفريق، بالرغم من القرارات الزجرية التي صدرت في حقه، خصوصا أن اللاعب ضرب رقما قياسيا الموسم الماضي من خلال مثوله أمام اللجنة التأديبية التي كانت تكتفي بفرض غرامات مالية لاغير، بل أن هذه الغرامات كانت صورية فقط، وهذه أشياء زادت من رعونة اللاعب على اعتبار أنه النجم رقم واحد داخل الرجاء. وما زال الجميع يتذكر فضيحة أنغولا بعد محاولته الإعتدائه على حكم المباراة التي جمعت بين الرجاء وفريق بترو أتلتيكو برسم دوري ابطال إفريقيا، والتي كلفته التوقيف لمدة ستة أشهر وحرمانه من المشاركة في جميع المنافسات الرياضية محليا وخارجيا. وبالرغم من هذه الفضائح تعامل المكتب المسير للفريق سواء السابق او الحالي بنوع من المرونة مع محسن متولي على اعتبار الجانب الاجتماعي الذي يعيشه خاصة بعد وفاة والده، لكن ذلك لم يؤثر في سلوكاته التي أصبحت حديث العام والخاص، وأثرت بالتالي على المستوى التقني للاعب، والتي كان من نتائجها فشله في اختبار رفقة أحد الأندية البلجيكية. هذا دون نسيان الحركة اللاأخلاقية التي قام بها اتجاه الجمهور الودادي خلال إحدى مباريات الديربي، والتي من حسن حظه أنها كانت في خلسة عن حكم ومندوب المباراة باستثناء كاميرا القناة الرياضية التي رصدت تلك اللقطة المخجلة، وبالرغم من ذلك تم تغريمه كالعادة وتوقيفه إلى أجل غير مسمى. وبالنسبة لحالة اللاعب حسن الطير فقد كانت مفاجئة بالنسبة للجميع نظرا لخلو سجله من تصرفات من هذا القبيل، سوى توقيفه لمدة عام واحد بسبب المنشطات عندما كان يلعب في الدوري الاماراتي قبل تبرئة ساحته. يتضح من كل هذا أن للاعب يحتاج خلال مشواره الرياضي بداية من فئة الناشئين إلى حين الوصول إلى مرحلة النضج الكروي إلى التوجيه والإرشاد إلى أخصائي نفسي من أجل معالجة مثل هذه الحالات التي تصبح مزمنة بالنسبة للاعب، إذ أن هذه الفترات الطويلة التي يمر بها اللاعب وما يعترضها من مشاكل لتطوير مستوى الأداء، ومتابعة البرامج أثناء الإنتقال من مرحلة ألى أخرى يتطلب المساندة وتقديم الخدمات النفسية. وبناء على تصريح للأخصائي عبد القادر زوكار، فإن أغلب الأندية الرياضية تفتقر إلى أخصائيين في التأهيل النفسي على اعتبار أنه مازال مجهولا ببلادنا، والحالة هذ تنطبق على التأهيل الذهني، فعندما نتكلم عن التأهيل النفسي، فإن هناك سوى علم النفس في ما يتعلق بالتدريب، وعلم النفس الإرشادي. إذا فالجانب الذهني يحتاج إلى برنامج شامل يخضع له اللاعب حتى يتحكم في قواعده ويطبقها، لكن إذا أردت أن تكون مؤهلاً ذهنيا فلن يتوفر لك ذلك في أسبوع، بل تحتاج إلى برنامج متكامل ينطلق منذ بداية مشواره. وخلاصة القول أن التأهيل البدني والتقني والتكتيكي والنفسي لها الأهمية نفسها جميعها على عقلية اللاعب، وإذا غابت واحدة منها فإن الإستقامة ستكون منعدمة.