قال عبد القادر زوكار الأخصائي في التأهيل النفسي الرياضي في حوار أجرته معه إحدى الصحف الإلكترونية، أن التأهيل النفسي بالمغرب مازال مجهولا، مشيرا إلى ان من بين أهم المشاكل التي يعاني منها اللاعبون أثناء المباراة هو الإنسجام، حيث استدل في ذلك بمثال عن المنتخب المغربي الذي يعاني من هذه المشكلة منذ عام 2004. مضيفا أن للاعب يحتاج خلال مشواره الرياضي بداية من فئة الناشئين إلى حين الوصول غلى مرحلة النضج الكروي غلى التوجيه والإرشاد، إذ أن هذه الفترات الطويلة التي يمر بها اللاعب وما يعترضها من مشاكل لتطوير مستوى الأداء، ومتابعة البرامج أثناء الإنتقال من مرحلة غلى أخرى يتطلب المساندة وتقديم الخدمات النفسية. وبناء على تصريح زوكار، فإن أغلب الأندية الرياضية تفتقر إلى أخصائيين في التأهيل النفسي على اعتبار أنه مازال مجهولا ببلادنا، والحالة هذ تنطبق على التأهيل الذهني، فعندما نتكلم عن التأهيل النفسي، فإن هناك سوىعلم النفس في ما يتعلق بالتدريب، وعلم النفس الإرشادي. فعندما نتحدث عن المنتخب المغربي، نطرح السؤال التالي، أين هو الإنسجام بين العناصر الوطنية، ومن يسهر على توفيره؟ لان الأخصائي النفسي هو الذي يحرص على تحقيق ذلك، ويسهر على تحفيز اللاعبين، ومشاكل التأقلم، أما بالنسبة للجانب الذهني فهناك بعض الأمور العقلية التي يجب أن يتعلمها اللاعب ويتحكم فيها حتى يبلغ الهدف، ألا وهو الوصول إلى حالة ذهنية يطلق عليها الأداء المثالي. ما يعني أنه يجب أن يكون هناك تأهيل نفسي منذ بداية الموسم، أي تكوين يأخذ وقته الكافي حتى يكون اللاعب في أحسن حالاته. فالتأهيل البدني يجب أن يكون قريبا من المباراة، أما التأهيل النفسي فيجب أن يكون بعيدًا منها، خصوصا في حالة تعرض الأندية الوطنية إلى إخفاقات متتالية، فأول ما يفكر فيه مسؤولو هذه الفرق هو إقالة المدرب بهدف امتصاص غضب الشارع، فيما يتم تغييب الجانب النفسي للاعبين خلال كل إخفاق. فالمغرب يعيش حالة من الارتباك، إذ أن هناك بعض المدربين يقولون أنهم سيركزون خلال التداريب على العامل النفسي. وهذا خطأ، لأنه يجب أن يتكلم عن التأهيل الذهني، الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يتعلم اللاعب القواعد الخاصة بهذا الجانب ويطبقها. فالمدرب الوحيد الدي يعمل طيلة الأسبوع على تهييء لاعبيه نفسيا وذهنيا هو الأرجنتيني أوسكار فيلوني للدخول في المباريات، وهي خاصية تميزه عن بقية المدربين سواء الأجانب أو المحليين الذين يشرفون على الأندية الوطنية. فعندما تذهب لمشاهدة مباراة معينة، فإنك تلاحظ بأنه هناك أخطاء ذهنية تقع وأخرى نفسية، لكن المدربين ينسبونها لأشياء أو مجالات أخرى. فمثلا عندما يكون مستوى الارتباك مرتفعًا، من الطبيعي أن يرتكب اللاعب أخطاء، وفي هذه الحالة يقول الجميع بأنه ما زال لم يدخل في المباراة. وهذا خطأ، والصواب أن يقال بأن اللاعب لم يكن مهيّأ ذهنيًا للدخول في المباراة، وهذا ما يجب أن يستوعبه المسيرون. العديد من الأخصائيين النفسيين الذين يشتغلون في الجانب الرياضي، خصوصا كرة القدم يعتقدون القول أنه إذا أحضرت فريقا ضعيفا، وأخضعته لتأهيل نفسي ذهني، فإنهم يجزمون بأنه سيفوز بالبطولة. إذا، فالجانب النفسي يرتكز أساسا على الانسجام، و أن المنتخب الوطني يعاني من هذا المشكل منذ سنة 2004، وهذا ما يتسبب في حدوث خلل في التوازن يؤثر على النتيجة، وهو ما لاحظناه خلال التصفيات الإفريقية الأخيرة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا، حيث توالت الإخفاقات، والسبب هو غياب الإنسجام بين جميع مكونات الفريق. أما الجانب الذهني، فإنه يحتاج إلى برنامج شامل يخضع له اللاعب حتى يتحكم في قواعده ويطبقها، لكن إذا أردت أن تكون مؤهلاً ذهنيا فلن يتوفر لك ذلك في أسبوع، بل تحتاج إلى برنامج متكامل ينطلق منذ بداية الموسم. وخلاصة القول أن التأهيل البدني والتقني والتكتيكي والنفسي لها الأهمية نفسها جميعها، وإذا غابت واحدة منها فإن الفعالية ستكون منعدمة.