الجدة، الجودة والهوية المختلفة إضافة إلى يوسف شاهين، سيتم الاحتفاء في مهرجان الرباط لسينما المؤلف الذي يقام من الثامن عشر لغاية السادس والعشرين من شهر يونيو الجاري٬ بمخرجين أمثال علي بدرخان، يسري نصرالله، خالد يوسف، عاطف حتاتة، خالد الحجر، أسماء البكري، رضوان الكاشف، محمد ملص، رضا الباهي. في دورته السادسة عشرة التي يرأسها عبد الحق منطرش ويديرها الناقد والباحث السينمائي محمد باكريم سوف يعمل المهرجان على البدء في تكوين هوية ثقافية خاصة بحيث يجري تمييزه عن الكثير من المهرجانات السينمائية التي تقام في المغرب سنويا أو على خريطة المشهد السينمائي العربي عموما . وأفاد بلاغ للجمعية بأن برنامج هذا الملتقى يتضمن بالإضافة إلى فعاليات جائزة الحسن الثاني، تنظيم جائزة سينما يوسف شاهين تكريما لهذا المخرج العربي المتميز. وأضاف المصدر ذاته، أن لجنة تحكيم الجائزة سيترأسها المخرجان السينمائيان البريطاني روجي كريستيان والمغربي مومن السميحي. كما سيتم خلال هذه التظاهرة تنظيم ندوات موضوعاتية أبرزها ندوة حول «مفهوم سينما المؤلف اليوم»، وأخرى حول «الجهة وتطوير القطاع السينمائي» بمشاركة رؤساء جهات من المغرب وأوروبا. ويشارك في هذه التظاهرة مجموعة من الدول العربية والأجنبية منها على الخصوص، الجزائر، مصر، فلسطين، الإمارات العربية المتحدة، تركيا، إيران، إيطاليا، لبنان، سوريا، بلجيكا، فرنسا، المكسيك، الولاياتالمتحدة واسبانيا بأفلام أكدت انحيازها لسينما «الجدة والجودة». هذا ويعتبر مهرجان سينما المؤلف الذي تحتضنه العاصمة الرباط سنويا فضاء مفتوحا على التجارب والجغرافيات السينمائية العالمية المختلفة التي تتماشى والخط العام للمهرجان» الطامح لتكريس سينما المؤلف، التي تهدف إلى تقديم صورة مغايرة لسينما الاستهلاك، باعتبارها ترتقي بالذوق والوجدان وتساير التحولات السياسية والاجتماعية. كما سيتم تكريم شريط وشمة ومخرجه حميد بناني خصوصا وأنه يشكل لحظة الانطلاق الحقيقية للإبداع السينمائي الوطني بالإضافة إلى تكريم رائدين من السينما المغاربية : الجزائري احمد راشدي والمغربي سهيل بن بركة وكذلك تكريم المخرجين الأخوين البلجيكيين داردين. هذا، وقد تقرر تقديم جوائز للأفلام الفائزة بمسابقة المهرجان من بينها الجائزة الكبرى المسماة جائزة الملك الحسن الثاني للسينما بالإضافة إلى جائزة كبرى ثانية أطلق عليها جائزة يوسف شاهين للفيلم العربي إلى جوار جوائز لأفضل ممثل وممثلة وجوائز فرعية أخرى تمنحها لجنة تحكيم المهرجان تحت رئاسة المخرج الجزائري أحمد راشدي. وتعد الدورة السادسة عشر وحسب المنظمين بالعديد من الأنشطة المرتبطة من عروض سينمائية واستضافة مخرجين ونجوم سينمائيين إضافة إلى تنظيم ندوات ورشات تدريبية تتعلق باليات صناعة الأفلام ومعاينة ما يحيط بها من تيارات ورؤى جمالية ودرامية وتجريبية، قاسمها المشترك أنها أفلام أصيلة وشخصية، وينطبق هذا على اختيار موضوعاتها، وكذلك على أسلوب إخراجها السينمائي. وهي تتخلى بوعي عن المزاعم السياسية المتعلقة بمسائل وطنية أو عالمية. إذن هي تتخلى عن المزاعم التي كانت تُميِّز ما يسمى بالمدرسة «الواقعية» في السينما العالمية. وتيار (سينما المؤلف) الذي بدأ يترسخ في السينما المغربية خلال السنوات الأخيرة ويمتاز هذا النوع من الأفلام بطابعه الشخصي وبالأصالة، سواء من حيث اختيار موضوعاته أو من حيث الأسلوب. فهل ستحدد هذه النوعية من الأفلام مستقبل الفيلم المغربي خلال القادم من السنين؟