ما فتأت حركة «ونحن!» التي أطلقها صحافيون شباب بوكالة المغرب العربي للأنباء، منذ قرابة أسبوع، على الشبكة الاجتماعية (فيسبوك)، تزداد اتساعا لتصبح منتدى مطلبيا فعليا يستمد قوته من انخراط غالبية صحفيي الوكالة. لقد جعلت حركة «ونحن!»، هذه المبادرة الذكية والجريئة والمتوهجة، من المطالب المتعلقة بتحسين الوضعية المادية للصحافيين العاملين بالوكالة، رهانها الأساسي. حيث أثار الاستثناء غير العادل الذي يعاني منه صحفيو الوكالة، التي تسير منذ عقود بموجب نظام أساسي مؤقت جد متقادم، ردة فعل لدى الجيل الجديد من صحفيي مؤسسة ظل دورها طليعيا في الدفاع عن مصالح المملكة. وتزامنا مع التحضيرات الجارية لعقد اجتماع للجنة التسيير الدائمة للوكالة، الذي سيخصص يوم 29 مارس الجاري لمناقشة نقطة وحيدة تتعلق بالوضعية المادية للعاملين بالوكالة، ركزت مجموعة (الفيسبوك) اهتمامها على استقطاب و»تعبئة» الصحافيين الأكثر «ترددا». لا أحد يؤاخذ مؤسسي المجموعة على اهتمامهم أساسا بالمطالب التي يتم وصفها «قدحيا» ب»الخبزية»، وإغفال المشاكل الحقيقية المرتبطة، على الخصوص، بغياب نظام أساسي يتلاءم مع الوضعية الحالية لوكالة المغرب العربي للأنباء، وتسييرها الداخلي وطبيعة المهمة والأعمال المنتظرة منها. وتمخضت النقاشات عن بروز تيار آخر يدعو إلى تنسيق الجهود مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أو حتى الاندماج بشكل شبه كلي تحت لواء النقابة، التي يجدر الذكر أنها أعلنت في هذا الخضم عن تنظيم وقفة يوم الثلاثاء المقبل، أمام مقر الوكالة، تعبيرا عن التضامن مع صحفييها. وأثارت المجموعة التي أضحت تضم، بعد خمسة أيام من تأسيسها 126 منخرطا، نقاشا صاخبا بين المساندين للمطالب المادية المحضة والداعين إلى اغتنام الفرصة من أجل «رفع السقف» والمطالبة بوضع قانون أساسي يؤسس لإطار خاص بصحفيي الوكالة. وإلى جانب «أشبال» الوكالة الذين التحق بهم ممثل الصحفيين، انخرط «القدماء» والنقابيون في النقاشات، التي لم يسبق، حسب عدد من صحافيي المؤسسة، أن وحدت مثل هذا العدد من صحفيي الوكالة وسط مناخ ديمقراطي ومنفتح غير مسبوق. وبالنسبة للشباب المؤسسين لحركة «ونحن!»، يفرض الإستعجال الاقتصار والتشاور في المقام الأول ومن دون أي جلد للذات، حول المطالب التي تم وصفها ب»الخبزية». ويؤكد هؤلاء، في هذا الصدد، أنه من غير المقبول أن تصل رواتب الصحفيين الأساسية، معززة بتعويضات غير مجدية، بالكاد إلى الحد الأدنى للأجور، في حين أن قوانين أساسية محينة تمنح للزملاء بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وضعيات مادية أفضل بكثير. ويرى صحفيو المجموعة، أنه من غير المقبول أن نظل منسيين وسط مشهد إعلامي يعترف على النقيض من ذلك بدورنا «الحيوي» في تغطية وتداول الأخبار. ومن أجل الحيلولة دون أن تظل المجموعة أسيرة العالم الافتراضي، تقرر صياغة لائحة بالمطالب بغية تسليمها لممثل الصحفيين خلال اجتماع عادي يعقد يوم 19 مارس الجاري، والتي ستشكل, حسب حركة «ونحن»!، «خارطة طريق» للدفاع عن مصالح صحفيي وكالة المغرب العربي للأنباء أمام أعضاء لجنة التسيير الدائمة. وتشكل حركة «ونحن» باعتبارها ثورة هادئة، تعبيرا بليغا، إلا أن المبادرة, حسب أعضاء المجموعة، وجدت لتتخذ أشكال نضالية أكثر «واقعية» في حال عدم تلقي تجاوب ملموس من طرف المخاطبين.