بعد حوالي سنة من تنصيبه وانطلاق أشغاله، افتتح المجلس الوطني للصحافة، أول أمس الخميس، مقره الرسمي بالعاصمة الرباط. ونظم المجلس الوطني للصحافة بالمناسبة حفلا حضره رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، ووزراء آخرين ومسؤولي مجالس وهيئات الحكامة والمندوبين ورئيس النيابة العامة، بالإضافة إلى فعاليات عديدة من ميادين السياسة والإعلام والثقافة والأدب وحقوق الإنسان ومختلف المجالات، كما شهد الحفل، الذي أدارته نائبة رئيس المجلس الوطني للصحافة فاطمة الزهراء الورياغلي أيضا حضور عدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب. وخلال كلمة له بالمناسبة، قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة إن تأسيس المجلس الوطني للصحافة وإخراجه للوجود شكل إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الوطني. وأكد العثماني أن الصحافيين يضطلعون بمهمة كبيرة لتنوير الرأي العام، مضيفا أن هذا يفرض تنظيم مهنتهم وخصوصا في المرحلة الحالية التي تحتاج، وفق تعبيره، إلى التنظيم بالنظر للسياق الوطني والدولي الذي يعرف حركية كبيرة في المعلومات وأيضا في الأخبار الزائفة. وثمن رئيس الحكومة ما تحقق من منجزات خلال 20 سنة من عهد جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن المنجزات شملت جميع القطاعات، وضمنها كذلك قطاع الإعلام والصحافة. وأعلن العثماني عن استعداده للتعاون مع الصحافيين والمهنيين لإنجاح ورش الإصلاح، مؤكدا على دور الصحافيين الذين “قاموا بدور أساسي في الترافع والدعوة إلى الإصلاحات والمطالبة بها”، مشيرا إلى أن النظرة النقدية للإعلام تساهم أيضا في تطوير الإصلاحات واستطلاع أفقها الممتد. وبدوره عبر وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج عن اعتزازه باللحظة التاريخية لإخراج المجلس الوطني للصحافة للوجود من أجل التنظيم الذاتي للمهنة. وثمن الأعرج ما وصل إليه المغرب من تشريعات وعلى رأسها إحداث هذا المجلس الذي يعزز حرية التعبير، ويساهم في النهوض بها، مسجلا أن هناك مجموعة من الانتظارات التي يتطلع لها المهنيون. إلى ذلك، استعرض يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة، من جهته، المسار الذي خاضه المغرب في إصلاح قطاع الاتصال منذ تسعينيات القرن الماضي. وأوضح مجاهد أن هذه الإصلاحات شكلت قفزة نوعية في قطاع الصحافة والإعلام بالمغرب، منذ الشروع في الإصلاح مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومواجهة ما سمي حينها “صحافة الرصيف”، كما ذكر رئيس المجلس الوطني للصحافة بمسار الإصلاحات عبر النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والتي اشتغلت على تحسين أوضاع المهنة، وما حصل من تطور في القطاع عبر الالتزام بالاتفاقات بين الناشرين والحكومة، لافتا الانتباه إلى محطات الإصلاح منذ إصلاح قانون الصحافة، والمحطات الوطنية لتدارس أوضاع المهنة سواء سنة 2005 بالصخيرات أو النقاش الموسع لإصلاح المهنة في 2010. مجاهد وفي كلمته، استحضر الخطب الملكية التي أعطت التوجه نحو إصلاح مهنة الصحافة بشكل تشاركي يشمل المهنيين والفاعلين في القطاع. واعتبر مجاهد إخراج المجلس للوجود خطوة مهمة في طريق التنظيم الذاتي للمهنة وتأهيلها، منوها إلى أن عمله انطلق فعليا فور تنصيبه مباشرة قبل أشهر، حيث أعد وصادق على ميثاق أخلاقيات المهنة والنظام الداخلي، مبرزا أن التحديات الكبرى تكمن في إصلاح المهنة وتحصينها في وجه الدخلاء والنهوض بالتكوين في المجال. وشدد المتحدث على أن المجلس يحتاج لأن يكون فاعلا رئيسيا في إنتاج القواعد والمعارف، وأن يتعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية ويتشاور معها حول مجموعة من القضايا التي تهم مختلف جوانب المهنة وتطويرها وتخليقها والنهوض بها.