تتواصل بالمدن المصرية منافسات النسخة الثانية والثلاثين من كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، والتي تجرى أطوارها في ظل حرارة مفرطة تفوق الأربعين درجة مئوية، وهي درجة عادية في شهري يونيو ويوليوز، وما يزيد حالة الطقس صعوبة خاصة بالنهار، ارتفاع درجة التلوث، خاصة بالعاصمة القاهرة من جراء الزحمة غير العادية التي تعرفها على امتداد الأربع وعشرين ساعة. على هذا الأساس، قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) منح ثلاث دقائق للاعبين ولطاقم التحكيم من أجل تناول المشروبات واستعمال المناشف المبللة، وذلك في الدقيقة 30 والدقيقة 75، لكن الملاحظ هو أن أغلب حكام المباريات التي جرت حتى الآن، لم يلجئوا إلى هذا الحل، وسمحوا بذلك بطريقة متفاوتة، وغالبا ما كان اللجوء إليها لحظة التبديل أو إصابة أي لاعب، مع ترك فاصل زمني مقبول، وهو تصرف ذكي، تفاديا لكثرة التوقفات التي يمكن أن تؤثر على السير العادي للمباريات. في ظل هذه الأجواء الصعبة، يخوض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم مساء اليوم الاثنين ثالث مقابلة له عن المجموعة الرابعة، وخصم اليوم هو منتخب جنوب إفريقيا، والضرورة تفرض تحقيق نتيجة إيجابية، وتفادي الهزيمة التي قد تضعه في حسابات واحتمالات دور ثمن النهاية، وتعدد الفرق التي يمكن أن يواجهها «أسود الأطلس». كل هذه الحسابات يمكن تفاديها في حالة واحدة، ألا وهي الحفاظ على مركز الزعامة بهذه المجموعة، والحفاظ على المركز الأول سيمكن المنتخب المغربي من مواجهة أحد المنتخبات الأربعة المحتلة للصف الثالث في المجموعات الستة، ويعني أن الخصم المقبل سيكون خارجا من مباريات صعبة، وقد بذل مجهودا إضافيا ومؤكدا في المباريات الثلاثة التي لعبها بدور المجموعات. وتقام مواجهتا الجولة الثالثة عن المجموعة الرابعة في نفس التوقيت، فبتزامن مع مباراة المغرب وجنوب إفريقيا، تلتقي كوت ديفوار بناميبيا حفاظا على مبدأ تكافؤ الفرص بين كل المنتخبات وضمانا لشروط التنافس الشفاف. والملاحظ أن كل الشكوك التي حامت حول «أسود الأطلس» خلال مرحلة الإعداد، وتأثير المستوى الضعيف الذي أبانوا عنه في أول مباراة لهم بهذه الدورة ضد ناميبيا، وتحقيقه لفوز صغير بنيران صديقة، كل هذه الشكوك، انتفت مباشرة بعد تحقيق فوز مثير في المباراة الثانية ضد كوت ديفوار بهدف يوسف النصيري. فقد تمكن المنتخب المغربي بسرعة من استعادة الثقة بالنفس، ونفض غبار الأداء المتواضع الذي خيم عليه في المدة الأخيرة، والتي أدخله وسط دوامة من عدم الثقة، وهي مرحلة لم تمر بسرعة وبسلام طيلة مرحلة الإعداد. وتماما كما قال اللاعب نبيل درار مباشرة بعد مباراة كوت ديفوار، فإن الفوز الذي تحقق على حساب منتخب «الفيلة» قوى من عزيمة الأسود، موضحا أن الفوز تأتى بتكتيك ذكي مكنهم من تحقيق 3 نقط إضافية، والاعتماد على تنظيم دفاعي وتماسك الخطوط والتفوق في استرداد الكرات، الشيء الذي مكنهم من خلق عدة فرص سانحة للتسجيل، عن طريق المرتدات التي نجحوا في تنفيذها على نحو أفضل. وبشهادة أغلب المتتبعين، فإن مباراة كوت ديفوار تعد الأفضل بالنسبة للفريق الوطني منذ المشاركة بكأس العالم بروسيا صيف السنة الماضية، وهذه مسألة جد إيجابية جعلت النخبة الوطنية تستعيد أولا معنوياتها، الثقة في نفسها، وأيضا استعادة ثقة الجمهور الرياضي بعد الشكوك التي حامت بقوة في الأشهر القليلة الماضية، واللغط الذي خلفته لائحة هيرفي رونار، بالإضافة إلى قضية المهاجم عبد الرزاق حمد الله، والتي خيمت بظلالها القاتمة على أجواء المنتخب، ومن حسن الحظ فقد تم التمكن من تجاوزها بأقل الأضرار. وعلى ذكر الجمهور المغربي، فهو يعتبر من العلامات الفارقة في هذه الدورة، سواء بحضوره الذي سيزداد عددا مع توالي مباريات بالفريق الوطني، أو بطريقة ونوعية التشجيع، مما يجعله من أبرز الجماهير الرياضية الحاضرة بهذه الدورة. يتصدر منتخب المغرب المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، تليه كوت ديفوار في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، متفوقا بفارق المواجهات المباشرة مع منتخب جنوب إفريقيا،الذي يتساوى معه في عدد النقاط، بينما بقي منتخب ناميبيا بدون رصيد من النقاط، وفي ظل هذه المعطيات، فإن نقطة واحدة تكفي المنتخب المغربي للحفاظ على مركز الزعامة، وخوض مباراة الدور القادم بكثير من الاطمئنان. نقطة واحدة من تعادل يرفع رصيده إلى سبع نقط وهو المجموع الذي لا يمكن أن تصل إليه باقي منتخبات هذه المجموعة، على اعتبار أن أفضل مجموع ممكن هو ستة نقط بالنسبة للإيفواريين الذين سيواجهون المنتخب الناميبي المغادر مبكرا للمسابقة بعد هزيمتين متتاليتين. ويدين منتخب جنوب إفريقيا بالفوز الثمين الذي أعاده إلى أجواء المنافسة، لمدافعه بونغاي زونجو مسجل هدف الفوز في المباراة التي جمعته بناميبيا، والذي جاء في الدقيقة ال68، ليمنح منتخب بلاده فوزا غاليا وثمينا كسب من خلاله 3 نقط، وهي رصيده من مباراتين. مبعوثا بيان اليوم إلى القاهرة: