عاشت مدينة بني ملال ليلة السبت-الأحد، احتفالية بهيجة عبرت خلالها الساكنة المحلية عن فرحة عارمة بعودة فريقها إلى القسم الأول للبطولة الاحترافية اتصالات المغرب في كرة القدم بعد غياب دام ست سنوات. وقد بدأت هذه الاحتفالية الجماهيرية الكبرى فور الإعلان عن نهاية المباراة التي فاز فيها فارس عين أسردون يوم السبت الماضي، خارج ميدانه على جمعية سلا (2-1) برسم منافسات الدورة الأخيرة لبطولة القسم الثاني، لتتصاعد وتيرتها على مدى أربع ساعات انتظرت فيها الساكنة بفخر وحماس طلعة بدر فريقها الذي عانى الأمرين خلال هذا الموسم قبل أن يحسم الصعود في آخر دورة من البطولة. وانطلاقا من نهاية الطريق السيار لبني ملال وعلى امتداد شارع محمد الخامس اخترقت حافلة الفريق على مدى ساعتين جموعا حاشدة، زحفت مترجلة أو على متن سيارات ودراجات نارية من مختلف المحاور والمناطق والأحياء، للاحتفاء بعناصر الفريق وتحيتهم على ما بذلوه طيلة سنة كروية صعبة، أبلوا فيها البلاء الحسن بقتالية واستماتة كبيرتين. وفور وصول حافلة الفريق إلى النافورة التي تتوسط الشارع الرئيسي للمدينة، تحول المكان إلى لوحات فنية تعبيرية انصهرت فيها المشاعر والأجساد، وتعالت الهتافات وعبارات الثناء والتنويه والتكريم، مرصعة بأضواء متلألئة منبعثة من هواتف المواطنين والشهب الاصطناعية التي حولت سماء وسط المدينة إلى كرنفال احتفالي رائع، أعرب من خلاله عشاق الفريق عن فرحتهم وسرورهم لتمكن فارس عين أسردون من العودة إلى قسم الأضواء. وأعرب عدد من المواطنين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن بالغ تأثرهم وعميق فرحتهم وسعادتهم بهذا الاستحقاق المميز، الذي قالوا إنه جاء ثمرة مسار كروي صعب، بعد أن تواصل التشويق بخصوص معرفة الفريق الذي سيرافق “خميس الزمامرة” إلى القسم الأول لكرة القدم، إلى آخر دورة من البطولة الاحترافية للقسم الثاني. وكان الفريق الملالي قد تمكن من تحقيق هذا الإنجاز الكروي المتميز بعد ست سنوات قضاها بالقسم الثاني، علما بأنه عجز السنة الماضية عن تحقيق فرصة الصعود بفارق المواجهات المباشرة مع يوسفية برشيد. وطيلة هذه السنة سجل الفريق الملالي نتائج متذبذبة ألقت به في بعض الدورات إلى الصفوف الأخيرة في سلم الترتيب، جراء الأزمة التي عاشها الموسم الماضي بعد خيبة الأمل من تحقيق الصعود الذي كان في متناوله قبل أن يضيعه في آخر دورة، وفي ظل وضعية مالية وتقنية وتنظيمية صعبة موسومة بندرة الإمكانيات والوسائل خصوصا بعد رحيل أغلبية لاعبيه بداية هذا الموسم الكروي، مما جعل مسؤولي ومدرب الفريق عرضة لموجة من الانتقادات وحتى التجريح في محطات معينة من هذا الموسم. غير أن تظافر جهود مختلف مكونات الفريق والدعم المالي من المجالس المنتخبة، والتحفيز من السلطات المحلية بدأ يؤتي أكله دورة بعد دورة، ما جعل الفريق يخرج من دورة النتائج المتذبذبة، والرهان على تحقيق حلم الصعود، وهو الأمر الذي تأتى له بجدارة واستحقاق بفضل قتالية وحماسة لاعبيه واصرارهم على تعويض خيبة الموسم الماضي باستحقاق تاريخي، عرفانا لجمهور المدينة الذي ظل السند القوي والوفي حتى في أحلك الظروف وأصعبها. وكانت مختلف مكونات المدينة والفريق قد أجمعت في عدة محطات على ضرورة دعم الفريق من أجل عودته إلى مكانه الطبيعي في أحضان القسم الأول ، مؤكدة أن تحقيق هذا الحلم يتجاوز البعد الرياضي، ليطال رهانات أخرى ترتكز على إدماج هذا البعد في إطار دورة اقتصادية وتنموية للمدينة والجهة بشكل عام، مما سيكون له الأثر البالغ على تطوير الرياضة المحلية، وجعلها وسيلة من الوسائل المؤثرة في تطوير البنيات التحتية والمساهمة في النهوض بالتنمية الجهوية. وقد تمكن فريق رجاء بني ملال من انتزاع البطاقة الثانية المؤدية إلى قسم الكبار عقب فوزه ، أمس السبت ، خارج ميدانه على جمعية سلا (2-1)، في المباراة التي جمعت بينهما على أرضية ملعب بوبكر عمار بسلا، برسم منافسات الدورة ال30، والأخيرة، لأندية القسم الثاني في كرة القدم. وتمكن من إنهاء منافسات هذا الموسم بمجموع 53 نقطة مناصفة مع “نهضة الزمامرة” الذي تعادل أمس مع ضيفه “شباب بنجرير” بصفر لمثله.