الثوار ينتظرون معركة حياة أو موت بطرابلس تناولت الصحف البريطانية الموضوع الليبي بكثافة على صفحاتها الأولى، حيث قالت صحيفة الإندبندنت إن المرتزقة يحشدون صفوفهم في طرابلس استعدادا لمعركة حياة أو موت مع المحتجين على حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي موضوع آخر قالت الصحيفة إن الفوضى التي أحدثتها أحداث ليبيا في أسواق النفط العالمية يجب أن تكون درسا لزعماء بريطانيا في المستقبل حول تعاملهم مع حكام «مستبدين» مثل القذافي، بينما قالت صحيفة ديلي تلغراف إن وزارة الخزانة البريطانية شكلت فريقا لتعقب مليارات القذافي في بريطانيا تمهيدا لحجزها. أما الإندبندنت فقالت إن الانتفاضة الليبية أخذت تقترب من العاصمة الليبية طرابلس، وإن من سمتهم «مليشيات موالية للقذافي» اتخذوا مواضعهم حول المدينة استعدادا لمعركة حاسمة مع المنتفضين. وقالت الصحيفة إن القوات الموالية للقذافي بدأت تشن هجمات معاكسة لاسترجاع المدن والأماكن التي سقطت في أيدي المحتجين، وأوردت معلومات عن تعرض منارة مسجد بمدينة الزاوية التي سيطر عليها المحتجون لقصف بالأسلحة الثقيلة. وأوردت الصحيفة -نقلا عن بي.بي.سي- أن شهودا عيان قالوا إن المليشيات الموالية للقذافي فتحت النار على المتظاهرين المناوئين للقذافي في المدينة، وإن عشرة أشخاص قد سقطوا قتلى. إلا أن الصحيفة قالت إنه من الصعب التأكد من أي معلومة ترد من شرق ليبيا، لأن الصحفيين ممنوعون من السفر إلى تلك الأرجاء، حيث هدد وكيل وزارة الإعلام الليبي من أن أي صحفي يسافر إلى شرق ليبيا بدون إذن رسمي سوف يعتبر مواليا للقاعدة. صحيفة ديلي تلغراف من جهتها أوردت نبأ مفاده أن وزارة الخزانة البريطانية -ضمن سعيها للحجز على أموال الزعيم الليبي وعائلته- شكلت لجنة لتعقب ثروة عائلة القذافي في بريطانيا، وتعهدت بأن اللجنة سوف تنجز عملها خلال أيام. وقالت الصحيفة إن ثروة القذافي في بريطانيا تقدر بعشرين مليار جنيه إسترليني على شكل أموال سائلة، بالإضافة إلى أملاك عقارية، وتتركز معظم تلك الثروة في العاصمة البريطانية لندن. وتأتي إجراءات وزارة الخزانة البريطانية ضمن جهد دولي للضغط على القذافي للتخلي عن السلطة التي يرفض حتى الآن التنازل عنها، بعد حوالي أسبوعين من انتفاضة شعبية في البلاد تطالب بإزاحته. صحيفة الإندبندنت رأت -في افتتاحيتها لهذا اليوم- أن ما يحدث في ليبيا والخلل الذي نتج عنه في أسواق النفط والمال العالمية، يعتبر درسا كان على الزعماء البريطانيين أن يعوه منذ مدة طويلة. ورأت الصحيفة أن العالم كان على خطأ في الاعتماد على موارده من الطاقة التي تأتي من مناطق تفتقر إلى الاستقرار، في إشارة إلى أحداث ليبيا التي أثرت على إنتاج البلاد من النفط الذي يذهب معظمه إلى الأسواق الأوروبية، نظرا لقرب ليبيا الجغرافي من القارة الأوروبية. وتقول الصحيفة إن إنتاج ليبيا من النفط انخفض إلى الربع، وهو ما أدى بأسعار النفط إلى الارتفاع في الأيام الماضية لأكثر من 110 دولارات للبرميل الواحد، وهي أسعار مرتفعة للغاية، وتعد الأعلى منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم عام 2008. وتختم الصحيفة افتتاحيتها بقولها إن على القادة في بريطانيا أن يعوا أن الاعتماد على مصادر طاقة غير مستقرة يؤثر على استقرار ورفاهية البلاد، وأن ما يحدث في ليبيا قد يكون جرس إنذار لهم ليبدؤوا بأخذ خطوات جدية للتخلص مما سمته «الإدمان على النفط»، وأملت أن يكون موسم الثورات العربية هو نقطة البداية للتحول جديا نحو الوقود العضوي.