أثارت صفقة اقتناء المغرب ل 25 طائرة عسكرية من طراز إف – 16، أنظار مجموعة من دول العالم، لا سيما على مستوى شمال إفريقيا، وكذا دول البحر الأبيض المتوسط، وهو ما أكده أكثر من تقرير صحفي بلغات مختلفة؛ إسبانية، إنجليزية، وفرنسية، تابعت الموضوع عن كثب. وذهبت تحليلات التقارير الإعلامية، إلى التساؤل حول الحجم الضخم لهذه الصفقة على المستوى المالي، وكذا العتاد العسكري بالمنطقة، خصوصا وأن المغرب إلى جانب اقتنائه لهذه الطائرات الجديدة، بقيمة 3.8 مليارات دولار، سيدخل تعديلات على حوالي 23 مقاتلة إف – 16 التي بحوزة القوات الملكية الجوية المغربية. وذكرت الإدارة الأمريكية، أن هذه التحديثات التي سيتم إدخالها على هذه الطائرات، تبلغ قيمتها المالية 982 مليون دولار، وذلك، بعد موافقة الكونغرس الأمريكي، على طلب المغرب منذ سنة 2008 الخاص بالتزود ب 24 طائرة إف – 16، فقد واحدة منها أثناء مهمة عسكرية بالأراضي اليمنية، ضمن عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية. وبخصوص مخاوف دول جوار المغرب حول “سباق التسلح بالمنطقة”، أوضحت إدارة واشنطن في بيان لها، أن “الصفقة لن تؤثر على توازن القوى في المنطقة”، مشددة بأن نواب الكونغرس الأمريكي من حقهم أن يعترضوا على الصفقة العسكرية في مدة لا يجب أن تتجاوز الشهر (30 يوما). وتشير البطاقة التقنية إلى أن الصفقة العسكرية المتعلقة باقتناء المغرب لطائرات إف – 16، تتعلق أساسا بطراز بلوك 72/70 المزودة بأحدث الأنظمة الإلكترونية وأسلحتها، واستنادا إلى دليل الشركة، الذي اطلعت عليه “بيان اليوم”، فإن هذا الطراز يضم أحدث التقنيات الخاصة بالاتصالات اللاسلكية، وكذا التوفر على مجموعة من التطبيقات والأنظمة التي تساعد الطيار على تحديد الأهداف العسكرية أثناء العمليات القتالية. ومن خلال المعطيات التي اطلعت عليها الجريدة أثناء البحث في خصائص هذه الطائرة في موقع شركة “لوكهيد-مارتن” التي فازت بالصفقة، فإن مقاتلة إف – 16 ذات المحرك الواحد دائمة التحديث خصوصا فيما يتعلق بأنظمتها المعلوماتية، حيث يتم تدريجيا استبدالها بالمقاتلة إف – 35. جدير بالذكر، أن شركة “لوكهيد – مارتن” صنعت منذ سنة 1974، أكثر من 4500 مقاتلة إف – 16، منها أزيد من ثلاثة آلاف لا زالت مستعملة من قبل 25 دولة بالعالم، يتم تحديثها بشكل دوري من طرف الشركة، وذلك بعد موافقة نواب الكونغرس الأمريكي.