نهب متظاهرون مساء أول أمس الأحد مبنى تلفزيون وإذاعة حكوميين في طرابلس حيث أحرقت أيضا مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية، كما أفاد شهود وكالة فرانس برس عبر الهاتف. وقال احد الشهود طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «مبنى يضم قناة الجماهيرية الثانية وإذاعة الشبابية تم نهبه». وأضاف الشاهد أن مبنى قناة الجماهيرية الأولى، القناة الحكومية الرئيسية في ليبيا، لم يمس. وتوقف بث قناة الجماهيرية الثانية مساء الاثنين لكنها ما لبثت أن عاودت البث صباح الاثنين. وقناة الجماهيرية الثانية هي القناة الثانية في التلفزيون الحكومي، أما إذاعة الشبابية فأسسها في 2008 سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ثم جرى تأميمها. من جهة أخرى أفاد شهود لوكالة فرانس برس أن عددا من المباني العامة تم إحراقها في عدد من أحياء العاصمة مساء الأحد بينها خصوصا مراكز شرطة ومقرات للجان الثورية قرب الساحة الخضراء في وسط العاصمة حيث دارت مواجهات عنيفة مساء بين متظاهرين مناوئين للنظام وآخرين موالين له. وقال احد سكان طرابلس في اتصال مع فرانس برس إن «قاعة الشعب» المبنى الواقع في وسط العاصمة والذي تجري فيه غالبا الفعاليات والاجتماعات الرسمية تم إحراقه أيضا. ويقع هذا المبنى في مكان غير بعيد عن وسط العاصمة عند مدخل حي الأندلس السكني. وليل الأحد الاثنين سمع إطلاق نار كثيف في العديد من إحياء العاصمة حيث دارت أيضا مواجهات بين متظاهرين موالين للنظام ومعارضين له. ويعتزم الاتحاد الأوروبي إجلاء رعاياه من ليبيا وخصوصا من مدينة بنغازي معقل المعارضين على بعد ألف كلم شرق طرابلس، كما أعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الاثنين. وقالت الوزيرة الاسبانية على هامش اجتماع مع نظرائها الأوروبيين في بروكسل «إننا قلقون للغاية، وننسق عملية إجلاء محتملة لمواطني الاتحاد الأوروبي من ليبيا وخصوصا من بنغازي». وعلى العكس من ذلك، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية لوران فوكييز أمس الاثنين انه «لا توجد تهديدات مباشرة حتى الآن» تستدعي إعادة 750 فرنسيا مقيمين في ليبيا إلى ديارهم. وقال فوكييز «إن قلقنا الحقيقي هو توفير امن الفرنسيين في ليبيا»، موضحا ان هناك 750 فرنسيا «موزعين» حاليا على الأراضي الليبية. من جهة أخرى، صرح السفير الليبي في الهند لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الاثنين انه استقال من منصبه احتجاجا على القمع العنيف الذي يمارسه النظام الليبي ضد المتظاهرين المناوئين له. وذكرت البي بي سي على موقعها بالعربية إن السفير علي العيساوي «قدم استقالته احتجاجا على استخدام العنف ضد مواطنيه». واتهم العيساوي نظام العقيد معمر القذافي «باستخدام مرتزقة أجانب ضد الليبيين»، بحسب المصدر نفسه. وقبيل ذلك، أعلن دبلوماسي ليبي يعمل في الصين استقالته ودعا كل أفراد السلك الدبلوماسي الليبي إلى الاقتداء به، بحسب قناة الجزيرة الفضائية القطرية. وأعرب الدبلوماسي حسين صديق المصراتي ايضا عن أمله في تدخل الجيش، وقال إن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يكون «غادر ليبيا». وفي اتصال معها صباح الاثنين، لم تتمكن السفارة الليبية في بكين من الرد على أسئلة وكالة فرانس برس. وأعلن أول أمس الأحد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني أمام الصحافيين استقالته هو الآخر للانضمام إلى «الثورة» احتجاجا «على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين» في ليبيا. وأعلن سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، مساء الأحد إن الشعب الليبي «الان امام خيارين: غدا نقف مع بعضنا من اجل ليبيا وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل إصلاح غير عادي في ليبيا بدون تدمير بلادنا وإلا سندخل في دوامة من العنف أشرس من العراق». وأوقعت أعمال العنف خلال المواجهات في ليبيا ضد نظام معمر القذافي 233 قتيلا على الاقل منذ 17 فبراير، بينهم ستون سقطوا أول أمس الأحد في مدينة بنغازي، بحسب حصيلة جديدة نشرتها منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الاثنين.