يحمل الفصل الأول من مواجهتي الكلاسيكو بين برشلونة ومضيفه ريال مدريد مساء اليوم الأربعاء (21:00) في إياب نصف نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم أهمية أكبر من الثاني بعد ثلاثة أيام في الدوري، نظرا لاقتراب المتأهل من التتويج بلقب كأس الملك وتحليق برشلونة في صدارة الدوري الإسباني. الدوري مضمون والعين على الكأس يتصدر برشلونة ترتيب الدوري بفارق 7 نقاط عن أتلتيكو مدريد الثاني و9 نقاط عن الريال، ما يعني أنه حتى بحال خسارته أمام غريمه الملكي السبت المقبل في مدريد، سيبقى بعيدا عنه بست نقاط قبل المراحل الأخيرة من الدوري. لكن على جبهة الكأس تبدو الأمور أكثر حماسة، فانتهت المواجهة الأولى لمصلحة ريال مدريد الذي انتزع تعادلا ثمينا من مضيفه برشلونة 1-1 ذهابا على ملعب “كامب نو”، علما أن الكلاسيكو الأول بينهما هذا الموسم في ذهاب الدوري انتهى بفوز ساحق لبرشلونة 5-1، في غياب نجمه الخارق الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي كان يعاني من كسر في ذراعه. وعلى الرغم من دخول الفريق الملكي اللقاء، بأفضلية الهدف خارج الأرض، إلا أن رجال الأرجنتيني سانتياغو سولاري، سيدخلون مواجهة الأربعاء بالطبع، وعينهم على حسم الأمور بشكل واضح، لاسيما أن الفريقين سيلتقيان وجها لوجه مجددا، على نفس الملعب، في غضون أيام، ولكن هذه المرة في الجولة ال26 من الدوري الإسباني. المدريديون يسعون لإنهاء هيمنة الكتلان يسعى “الميرينغي” لوضع حد لهيمنة الكتيبة الكاتالونية، على بطولة الكأس، على مدار السنوات الأربع الأخيرة، مع الوضع في الاعتبار أن رفاق النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، كانوا دائما الحاضر الأكبر في البطولة، حتى المشهد الأخير من موسم (2012-2013)، عندما سقطوا في الدور نصف النهائي، أمام ممثل العاصمة الإسبانية، تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، بإجمالي المواجهتين (4-2). ومنذ ذلك التاريخ، لم يعرف “البلوغرانا” طعم الخسارة، في جميع الأدوار الإقصائية التي خاضها في البطولة، إذ وصل في الموسم التالي للنهائي، لكنه خسر أيضا أمام الريال بهدفين لواحد، في المباراة الشهيرة التي احتضنها ملعب “ميستايا”، قبل أن يهيمن على البطولة في المواسم الأربعة التالية. ويلتقي المتأهل من هذه المواجهة مع الفائز من نصف النهائي الثاني الخميس بين ريال بيتيس وضيفه فالنسيا (2-2 ذهابا)، حيث يبحث برشلونة عن لقب خامس تواليا والحادي والثلاثين في تاريخه، فيما يرغب ريال مدريد بالتتويج للمرة العشرين والأولى بعد 2014. تهديد ميسي وسولاري يبحث عن حل وجه ميسي إنذارا شديد اللهجة لريال مدريد نهاية الأسبوع الماضي، عندما قاد برشلونة إلى قلب تأخره مرتين أمام إشبيلية، فسجل ثلاثيته الخمسين في مسيرته مع تمريرة حاسمة لينهي المباراة فائزا 4-2. وقال ميسي (31 عاما) صاحب 26 هدفا في 39 مباراة ضد ريال مدريد، بعد إنجازه الأخير ضد إشبيلية “لا يمكنك أن تقدم أفضل مستوياتك دوما، ولأكون صريحا مررنا بسلسلة لم نقدم فيها أفضل كرة. لكن اليوم عدنا إلى طبيعتنا وقدمنا أداء رائعا”، علما بأنه شارك بديلا في آخر نصف ساعة من مواجهة الذهاب بعد تعافيه من إصابة. ميسي الذي أعلن مطلع الموسم أن مسابقة دوري أبطال اوروبا هي أولوية برشلونة، أضاف “لا نستبعد أية مسابقة. سنحاول الفوز بكل شيء. أول ما نفكر فيه الآن أننا على بعد خطوة من نهائي الكأس”. وليس هناك شك في أن “البرغوث” يعد التهديد الأكبر على “الميرينغي” لاسيما إذا كان في يومه، ولهذا سيحاول سولاري الحد من هذه الخطورة، مع التشديد على لاعبيه، بضرورة استغلال أي فرصة تسنح لهم أمام المرمى، لإنهاء المباراة، والعودة للنهائي بعد غياب خمس سنوات. انتقادات لاذعة لبايل وراموس يعود في المقابل، حقق ريال مدريد فوزا صعبا على مضيفة ليفانتي 2-1 بضربتي جزاء للفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل، والثانية لم يحتفل بها بايل بسبب بقائه الدائم على مقاعد البدلاء مع المدرب الجديد الأرجنتيني سانتياغو سولاري، فتعرض لانتقادات لاذعة من الصحف المحلية. وأشارت صحيفة “ماركا” المقربة من النادي أن بايل لم يرغب بإكمال عملية الإحماء بعد رؤية لاعب الوسط الأوروغوياني الشاب فيديريكو فالفيردي يستعد ليكون أول بدلاء ريال مدريد في المباراة. وعلق سولاري على هذا الأمر “لا أكترث كيف يحتفل. أحب سلوكه”، في وقت تحدثت الصحف المدريدية عن إمكانية دفع المدرب الأرجنتيني بجناحه الويلزي أساسيا في مواجهة الليلة. ويستعيد ريال مدريد قائد دفاعه سيرخيو راموس بعد انتهاء إيقافه في الدوري، وذلك بعد ظهور ثغرات دفاعية ضد ليفانتي الأحد. لكن ابن الثانية والثلاثين سيغيب مجددا عن نهائي الكأس بحال تلقيه أي إنذار ضد برشلونة. صراع متواصل بين الغريمين محليا وقاريا كما يستمر الفريقان في الصراع ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا، فتعادل برشلونة على أرض ليون الفرنسي سلبا في ذهاب دور ال16، وعاد ريال مدريد بفوز هام وصعب من أرض أجاكس أمستردام الهولندي 2-1. وكان برشلونة في طريقه لتوديع المسابقة مرتين، الأولى بتأخره أمام ليفانتي 1-2 قبل تعويضه إيابا 3-0، ثم أمام إشبيلية 0-2 قبل سحقه 6-1 في إياب ربع النهائي. أما ريال، فتخطى ليغانيس وخيرونا بسهولة في دور ال16 وربع النهائي تواليا. ويقدم برشلونة مستويات مستقرة راهنا مع ميسي المبهر وصاحب 15 هدفا في 19 زيارة لملعب “سانتياغو برنابيو” لكن من دون هزه شباك المضيف ريال في الكأس، وقد حصد توازنا فنيا مع تمديد عقد مدربه إرنستو فالفيردي، على غرار ريال مدريد الذي استعاد توازنه بعد حلول سولاري بدلا من جولن لوبيتيغي المقال بعد بداية سيئة. ويعول برشلونة على الثلاثي الهجومي ميسي والأوروغوياني لويس سواريز والفرنسي عثمان ديمبيلي، في حين كان البرازيلي اليافع فينيسيوس جونيور (18 عاما) نقطة الثقل لدى ريال مدريد في حقبة ما بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، وقدوم سولاري الذي اختبره جيدا مع الفريق الرديف “كاستيا”. وأشارت صحيفة “أس” المحلية أن تذاكر المباراة نفدت قبل يومين من المواجهة برغم ارتفاع أسعارها، وقد وصلت على بعض المواقع غير الرسمية إلى 1500 يورو للبطاقة الواحدة.