عن دار توبقال للنشر بالدار البيضاء، في طبعة أنيقة وفي 760 صفحة من القطع الكبير. وقد جاء في التقديم الذي خص به الدكتور يونس لوليدي هذا المعجم ما يلي: من مصطلح “الفهرس” إلى مصطلح “البيبليوغرافيا” إلى مصطلح “معجم”، هذا هو المسار الذي قطعه – إلى حد الآن – التوثيق والتأريخ لحركة التأليف المسرحي المغربي. وإن كان الدكتور فهد الكغاط قد اختار أن يطلق على منجزه الضخم هذا تسمية “معجم”، فلأنه يعلم الطابع الموسوعي للمعجم عندما يتصدى لكل ما يتعلق بعلم ما أو بفن ما أو تاريخ ما. انطلق الأكاديمي والباحث الدكتور فهد الكغاط في إنجاز هذا المعجم المسرحي الموسوعي سنة 2012، وطيلة هذه السنوات كنت مواكبا لهذا العمل الضخم الذي تطلب جهدا كبيرا، وإخلاصا في العمل، وتدقيقا وتمحيصا يؤكدان شغف الدكتور فهد الكغاط بالتوثيق والأرشفة وحفظ الذاكرة المسرحية المغربية في شقيها النصي والفرجوي. وإذا كان التوثيق والأرشفة عمل مؤسسات في أوروبا، فإنهما في المغرب عمل أشخاص، آلوا على أنفسهم حفظ ما لم تحفظه الجهات الرسمية. وهكذا سار الدكتور فهد الكغاط على خطى عدد من الأكاديميين والباحثين المغاربة – ممن سبقوه أو تزامنت أعمالهم مع عمله – أمثال : محمد أديب السلاوي، ومحمد الكغاط، والمهدي الودغيري، وعبد اللطيف ندير، وأحمد مسعاية، ومصطفى رمضاني، ومحمد يحيى قاسمي، وغيرهم كثير. وبقدر ما استفاد الدكتور فهد الكغاط من الذين سبقوه، بقدر ما سعى إلى أن يحمل معجمه هذا عددا من الإضافات، لعل من بينها: 1- إن هذا المعجم يضم حوالي ثلاثة آلاف عنوان، وهو عدد ضخم من المسرحيات التي وثقها الدكتور فهد الكغاط، وهو إن كان يلتقي في عدد منها مع الذين سبقوه، إلا أنه ينفرد بالجزء الأكبر منها. 2- عمد الدكتور فهد الكغاط إلى توثيق المسرحات غير المنشورة أيضا، أي أن معجمه يضم – بالإضافة إلى المسرحيات المنشورة – مسرحيات مخطوطة أو مطبوعة على الستانسيل، أو مسرحيات عُرضت ولا زالت نصوصها غير متداولة بين الناس. 3- حمل هذا المعجم إضافات من حيث التوثيق، إذ كلما أمكن ذلك إلا وأشار الدكتور فهد الكغاط إلى التجنيس الذي وضعه المؤلف المسرحي لمسرحيته، وأشار كذلك إلى عرض هذه المسرحية ومكان عرضها وزمانه. 4- جرت العادة أن يتم التوثيق للمسرحيات المغربية من خلال التمييز بين المسرحيات المؤلفة والمسرحيات المقتبسة، غير أن الدكتور فهد الكغاط أضاف تمييزات دقيقة أخرى هي : المسرحيات المُستنبتة والمسرحيات المُعدة والدراماتورجيا، مما أضفى على معجمه مزيدا من الدقة في التصنيف، بما أن عددا من المسرحيات المُستنبتة والمُعدة كانت تُدرج تحت خانة المسرحيات المُقتبسة، على الرغم من الخصوصيات التي تميز كل نوع من هذه الأنواع. 5- إن قائمة مراجع هذا المعجم تدل بوضوح على أن صاحبه لم يترك مصدرا إلا واشتغل عليه، سواء تعلق الأمر بالبيبليوغرافيات السابقة، أو بالدراسات والأبحاث، أو بالأطاريح، أو بالمجلات والجرائد، أو بالملصقات والمطويات، وكتيبات المهرجانات. ورغم كل هذا المجهود الجبار الذي بذله الدكتور فهد الكغاط في تأليف هذا المعجم الخاص بالمسرحيات المغربية، إلا أن تواضع الباحث الأكاديمي الجاد فيه، جعله لا يدعي أن عمله نهائي ولا كامل، بل يعتبر كل هذا الجهد وهذه السنوات المبذولة في إنجازه، مجرد مشروع مفتوح قابل للإضافة وللتعديل وللتنقيح. إضافة إلى أن أمانة الباحث الأكاديمي الجاد فيه، جعلته يقدر جهود السابقين عليه ويستفيد منها ويوثق ذلك من خلال هذا الكم الهائل من المراجع التي عاد إليها. لا شك أن هذا المعجم الذي ألفه الدكتور فهد الكغاط يعتبر مفخرة للحركة المسرحية المغربية، كما أنه سيصبح مرجعا لا غنى عنه للباحثين والأكاديميين والمسرحيين – المغاربة والعرب – يقرب المسافات، وينفض الغبار عن المنسي والمهمل، ويؤكد أن للمسرح المغربي تاريخا من التأليف والإبداع، وله من الأسماء والتجارب ما يسمح لنا بالافتخار به، رغم ما قد يعرفه من حين إلى آخر من كبوات تدخل ضمن الصيرورة الطبيعية لكل عمل إنساني.