في محطة أخرى ضمن مسار التحضير ظهر المنتخب الوطني لفئة الكبار تحت إشراف المدرب البلجيكي إيريك غيريتس في لقاء ودي مع منتخب النيجر، وخرج متفوقا بثلاثة أهداف دون رد. النتيجة إيجابية تبعد القلق وتزيد في توسيع مساحة الأمل في هدوء، فبما أفاد منتخبنا هذا الدرس النيجيري وكيف كانت الخلاصات وهل كان الخصم في مستوى وقيمة الوظيفة المرجوة في إطار الاستعداد؟ بالارقام كشفت المباراة الودية تواضع الخصم منتخب النيجر الذي لم يكن مزعجا في هجماته الناذرة حيث لم يبلغ هجومه مرمى الحارس محمدينا إلا في مناسبات قليلة، وفي المقابل سجل منتخبنا ثلاثة أهداف بواسطة اللاعبين امبارك بوصوفة في مناسبتين الدقيقة 16 و48 وأمين البقالي في الدقيقة 92. وأضاع هجوم المنتخب الوطني ثمانية فرص واضحة لو ترجمت الى أهداف لزادت في حجم فاتورة الفوز وذلك في مناسبات الدقيقة 12 و 61 و79 بالنسبة للاعب الشماخ وفي مناسبتي الدقيقة 25 و46 بالنسبة للاعب يوسف حجي واللاعب بوصوفة في الدقيقة 70 و72 واللاعب بلهندة في الدقيقة 65 وأشرك المدرب غيريتس في المباراة ستة عشر لاعبا ضمنهم خمسة يمارسون في الدوري المحلي (محمدينا، السليماني، الشيحاني، نجمي، البقالي). وظهر بعض الفتور والتراجع في إيقاع التباري لدى المنتخب الوطني في الفترة الفاصلة بين تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 16 والهدف الثاني في الدقيقة 84. كما أضاع الفريق عدة فرص خلال 68 دقيقة تخللتها مبادرات فردية واستعراض مهارات بعض العناصر من بينهم عادل تاعرابت. قام المدرب غيريتس بخمسة تغييرات عمل فيها بتعويض اللاعبين الحسين خرجة، المهدي بنعطية، عادل تاعرابت، يوسف حجي، مبارك بوصوفة باللاعبين الإحتياطيين المهدي كارسيلا، محمد الشيحاني، محمد أمين نجمي، أوسامة السعيدي، أمين البقالي. مرة أخرى تفرض الكفاءات والقيم التقنية والطاكتيكية والمؤهلات البدنية وجودها، وتبرز المهارات الفردية، لكن يتعذر حضور فريق متكامل ومنسجم وأكثر فعالية بسبب ندرة الحصص التدريبية وقلة أيام التجمعات التحضيرية والتزام اللاعبين ببرامج فرقهم وخاصة الإحترافية. فقد لاحظنا كيف ضعف الحماس وتراجع إيقاع التنافس عندما سجل المنتخب الوطني هدفه الأول وأدرك تواضع خصمه -منتخب النيجر- وكيف لجأت بعض العناصر الى استعراض الأدوات التقنية الفردية؟ ونتساءل هل كان منتخب النيجر محكا حقيقيا وفي مستوى الخصم الجزائري المنتظر؟ يبدو أن الأهم يتمثل في جمع اللاعبين والوقوف على مدى استعدادهم ورغبتهم في التباري بألوان المنتخب الوطني والإجابة عن أسئلة القلق المطروحة في مدار كرة القدم الوطنية. حضر المهدي كارسيلا منضبطا وممتثلا وكان في بنك الإحتياط وشارك اسماعيل العيساتي لفترة وجيزة لم يبرز فيها مؤهلاته وظهر أوسامة السعيدي، في حين بقي «الشادلي» متشبثا بموقفه واختياره حيث فضل حمل قميص منتخب بلجيكا. وعموما وقف الرأي العام أمام فريق يتهيأ بعناصر واعدة وينتظره عمل كبير بهدف تحقيق المطلوب، حيث يأتي لقاء النيجر على بعد 47 يوما عن اللقاء الرسمي مع منتخب الجزائر، هذا الأخير تعذر عليه مواجهة منتخب تونس وديا بسبب الأحداث التونسية، ولن يستفيد المنتخب الوطني المغربي سوى من ثلاثة أو أربعة حصص تدريبية قبل لقاء خصمه الجزائري والأمل أن تكون التركيبة جاهزة وتتعزز بالحماس والإرادة والرغبة الجامحة في كسب الفوز لأن اللقاء رغم ما يقال وما يرمي لفصله عن حساسيات أخرى يبقى لقاء صعبا ويعتبر ديربيا مغاربيا قويا، وبمرجعية، وكل طرف يبحث فيه عن الفوز. الكرة في مرمى المدرب إيريك غيريتس الذي يتوفر حاليا على لاعبين وعليه تحضير فريق جاهز للمرحلة القادمة.