قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام، يوم الجمعة 04 يناير الجاري، إنه لا يمكن التغلب على آفة الإرهاب التي تهدد البشرية جمعاء بدون تعزيز التعاون بين الدول. وقال الخيام في حديث لصحيفتي “تريبيون دي جنيف” و”فانت كاتر أور” السويسريتين، إنه “يجب أن ندرك أن التطرف يهدد البشرية. وإنه آفة يمكن أن تضرب في أي مكان وفي أي وقت بوسائل بدائية”. وأضاف في هذه المقابلة التي ركزت على التحقيق في مقتل سائحتين اسكندنافيتين في بلدة إمليل واعتقال المشتبه بهم المتورطين في جريمة القتل، بمن في ذلك مواطن سويسري – إسباني، “بدون تدعيم التعاون بين جميع أجهزة المخابرات لا يمكننا التغلب عليه”. وأوضح في هذا الصدد، أن هذا المواطن السويسري – الإسباني شارك في عدة اجتماعات سرية مع أعضاء من الخلية المفككة، مشيرا إلى أنه “غير متورط بشكل مباشر في اغتيال الطالبتين، لكنه كان يعرف منفذي الجريمة، وشاهدوا معا أشرطة لداعش”. وأوضح المسؤول الأمني أن المشتبه فيه “كان على اتصال مع أحد عناصر داعش في سوريا عبر رسائل تلغرام. هذا الرجل الذي قابله في سويسرا، أطلعه على مقاطع فيديو عن قطع الرؤوس، وكان يخطط، مع الأعضاء الآخرين في الخلية التي تم تفكيكها، للقيام بأعمال على الأراضي المغربية تستهدف الأجهزة الأمنية أو السياح”. وأشار المتحدث إلى أن المواطن السويسري “قام بدفع بعض الأعضاء إلى التدرب على إطلاق النار بخراطيش فارغة بأحد الحقول، وكذا تجنيد أفراد من جنوب الصحراء كان ينوي الانضمام معهم إلى فروع داعش في شمال مالي”، لافتا إلى أنه “تطرف في جنيف حيث كان يخطط لمهاجمة محل لبيع الحلي لتمويل مغادرته إلى سوريا والانضمام إلى داعش، ووصل إلى المغرب سنة 2015”. وفي ما يتعلق بالتعاون بين المغرب وسويسرا في الحرب ضد الإرهاب، أشار الخيام إلى أن “أجهزة استخباراتنا تتعاون، ولكن في ضوء ما حدث، يتعين علينا بدون شك تعزيز علاقاتنا”. وذكر في هذا الصدد بأن المغرب قد اعتمد، منذ تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003، سياسة لمكافحة الإرهاب أثبتت فعاليتها، حيث سمحت بتفكيك العديد من الخلايا في المملكة، ولكن أيضا تفادي وقوع هجمات في فرنسا وبلجيكا والدنمارك والعديد من الدول الأخرى.