انطلقت، أمس الأربعاء، أشغال المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية- ألمانيا والمغرب 2017-2018، الذي تحضنه مدينة مراكش، تحت شعار “الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات جميع المهاجرين لأجل التنمية”. وتنعقد الدورة الحادية عشرة لهذا اللمنتدى العالمي في الوقت الذي أصبح فيه موضوع الهجرة يحتل مكانة بارزة في الأجندة السياسية الدولية، خاصة بعد إعلان نيويورك الصادر في شتنبر 2016، وفي ظل الاستعدادات المتعلقة بوضع ميثاق عالمي للهجرة وميثاق عالمي حول اللاجئين، خلال الأسبوع القادم بالمدينة الحمراء. ويراهن منظمو هذا المنتدى على الخروج بمجموعة من الخلاصات العملية التي يمكن اعتمادها خلال القادم من السنوات، وذلك بالتركيز، أساسا، على الروابط القائمة بين المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، والميثاق العالمي للهجرة وأجندة 2030، لاسيما وأنه تم التأكيد على ذلك في الوثيقة “الموجز الموضوعاتي 2007 – 2017” التي قدمها المنتدى خلال أطوار إعداد الميثاق العالمي للهجرة، والتي سيتم التأكيد على أهميتها خلال مناقشات الموائد المستديرة لسنة 2018. وتنكب النقاشات التي يشارك فيها خبراء من مجموعة من الدول، على تحليل ودراسة مساهمة المنتدى في الحوار العالمي، ووضع سياسات في مجال الهجرة والتنمية، إذ من المنتظر اقتراح إجراءات لجرد النجاحات والتحديات التي عرفها المنتدى خلال العشر سنوات الأخيرة فيما يخص الهجرة والتنمية، وذلك بتعبئة فريق من الخبراء، الذين يشتغلون في هذا المجال. وتتمحور النقاشات التي تحتضن مراكش صخبها، ثلاثة مواضيع مهمة، أولا قضية الهجرة وحقوق الإنسان، ومقاربة النوع، والمقاربات الحكومية، حيث ستشارك جميع الهيئات الحكومية والمدنية في هذه المواضيع، وذلك من خلال 6 موائد مستديرة. الموضوع الأول الذي اختار المنظمون الحديث عنه، يتعلق بسؤال الهشاشة والقدرة على التكيف والاعتراف بدور المهاجرين نساء ورجالا كفاعلين في التنمية. ويتطرق الموضوع الثاني لقضية “تشجيع التنقل الإقليمي لتعزيز نقل الخبرات وتناسق السياسات”. ويعالج الموضوع الثالث والأخير “وضع حكامة جيدة للهجرة من أجل تنمية مستدامة”. ويرى مراقبون في كواليس المؤتمر أنه من المنتظر أن تكون نقاشات المنتدى لسنة 2018، امتدادا لسابقتها التي جرت في القمة العاشرة في برلين سنة 2017، حول موضوع “نحو عقد اجتماعي عالمي حول الهجرة والتنمية”، في إطار الموضوع العام “الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات جميع المهاجرين من أجل التنمية”. ويأتي انعقاد القمة الحادية عشر للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية في ظل الحديث العلني والمستتر عن الميثاق العالمي للهجرة الذي وصل إلى المراحل النهائية، بعد مشاورات وطنية وإقليمية ودولية. وبذلك سيتم تدشين مرحلة مهمة ومثيرة للجدل تتعلق بإرساء “عقد اجتماعي عالمي” خاص بالهجرة، خصوصا وأن مجموعة من الدول أعلنت انسحابها ورفضها للميثاق. وتشير الورقة التقنية للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية- ألمانيا والمغرب 2017-2018، إلى أن اعتماد الميثاق العالمي للهجرة ليس سوى الخطوة الأولى، بحيث ستكون 2019 سنة حاسمة بالنسبة للحكومات وجميع الجهات الفاعلة على المستويات المحلية والوطنية والدولية للشروع في تنفيذ “العقد الاجتماعي العالمي”. وتؤكد الورقة التقنية، أنه تم الاعتراف رسمياً في المسودة الصفر للميثاق العالمي بالدور الذي لعبه المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية في الماضي كفضاء لتبادل الآراء والأفكار، مكن من “التمهيد لإعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين” وإعداد ميثاق عالمي للاجئين واعتماد هذا الميثاق العالمي “من أجل هجرة آمنة ونظامية ومنتظمة”، وهو ما أقرت به المسودة صفر للميثاق العالمي، معترفة بالدور الذي يمكن أن يلعبه المنتدى العالمي في المستقبل في إطار تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة.