مسؤولو فريق المقاصة المصري لم يمانعوا في عودتي إلى المغرب غادر اللاعب المغربي عمر نجدي مدينة القاهرة جراء ما يجري في مصر الشقيقة من أحدث. وعاد «عمر» إلى أرض الوطن بعد أن عاش ساعات من الخوف والقلق بسبب مشاكل إندلعت في الشارع المصري في أسبوعه الثاني هناك. وكان لنا اتصال باللاعب «عمر نجدي» وحكى لنا عن جمعة الغضب في مدينة القاهرة، ويوم السبت الذي طال أمامه وكأنه سنة وهو يبحث عن رحلة العودة الى حضن الوطن والعائلة. وهذا نص الحوار الذي خصنا به اللاعب نجدي وهو في مدينة أكادير: * هل عدت إلى أرض الوطن؟ - نعم التحقت بالوطن يوم الأحد الأخير على عجل بسبب الأحداث التي اندلعت في مصر. * ماذا حدث؟ - في يوم الجمعة كنا على موعد مع مباراة رسمية في الدوري المصري وتأجلت بسبب المشاكل التي يعيشها الشعب المصري حاليا. في يوم الخميس تلقينا خبرا مفاده أن اليوم الموالي سيشهد احتجاج المواطنين في الشارع مما يحول دون إجراء المباريات والأنشطة الرياضية عامة. في ذاك اليوم (الخميس) تفرق اللاعبون كل واحد عاد الى بيته والتحقت بدوري بالفندق حيث أقيم، وتأجل اللقاء. * ماذا فعلت في اليوم الموالي؟ - في يوم الجمعة التحقت بالمسجد لأداء الصلاة، وكان الشارع يغلي وعدد كبير من المواطنين المصريين تجمعوا يرفعون شعارات بالصراخ. وفي نفس اليوم تم قطع الاتصال الهاتفي بالنقال وبقي الهاتف الثابت وحده مشغلا وبواسطته من الفندق تمكنت من التكلم مع عائلتي لتطمئن على حالي، وكان أفرادها قلقين أكثر عندما تعذر عليهم الإرتباط بي بالهاتف النقال. وبعد ذلك اتصلت بوكيل أعمالي الأخ كريم بلق وصديق لي في أكادير تكلف بحجز تذكرة في الطائرة لفائدتي وأخبرني أن رحلة مبرمجة يوم السبت من مطار القاهرة الى الدار البيضالء وموعدها محدد في السابعة مساء. * كيف التحقت بالمطار في مدينة القاهرة؟ - كنت أنتظر والوقت يتمدد ويطول في ذاك اليوم، وأنا أفكر في الوضع المندلع، ينتابني الخوف والقلق ولا أرى أمامي غير المغرب، العائلة والأحباب، وكأن ذاك اليوم يعادل سنة؟ * وبالنسبة لغضب الشارع؟ - كانت وتيرة الغضب ترتفع وحجم المحتجين في الشارع يكبر وجمر الاحتجاج يتأجج من ساعة لأخرى. * هل اتصلت بمسؤولي الفريق المصري؟ - أخبرتهم يوم الخميس بأنني غير مرتاح للوضع وأنني أفضل السفر الى المغرب فحاولوا تهدئتي وبينوا إلي أنه ليس هناك ما يخيف والأمور الخطيرة مستبعدة. وفي الأخير حدث ما كنت أتوقع، فتعذر علي الإتصال بمسؤولي الفريق يوم الجمعة بسبب انقطاع خطوط الهاتف النقال. وفي يوم السبت كانت مدينة القاهرة تعيش حالة الطوارئ وتم فرض حظر التجول بداية من الساعة السابعة مساء. غادرت الفندق على الساعة الثانية بعد الزوال في اتجاه المطار، وفي الطريق اتصل بي صديقي من مدينة أكادير يخبرني بأن الطائرة المبرمجة للسفر الى المغرب ألغيت فطلبت منه أن يكثف اتصاله وبحثه ليجد لي رحلة من مصر الى المغرب عبر بلد آخر، فكان ذلك وحجز لي تذكرة سفر من القاهرة الى اسطمبول (تركيا) على الساعة الثامنة مساء، ومن اسطمبوا أحلق في اتجاه الدارالبيضاء يوم الأحد على الساعة العاشرة صباحا. * كيف مرت الرحلة؟ - في يوم السبت المعلوم غادرت الفندق على الساعة الثانية بعد الزوال وحولت السلطة قرار حظر التجول الى الساعة الرابعة بدل السادسة مساء. ومن حظي أنني وصلت الى مطار القاهرة بدون مشاكل، وهناك وجدت حشدا من المسافرين من جنسيات مختلفة يبحثون عن رحلات تعيدهم الى بلدانهم. سحبت تذكرتي وقضيت خمس ساعات في المطار حتى الثامنة مساء موعد السفر، كنت رفقة مجموعة من المغاربة تحولنا من القاهرة الى اسطمبول حيث قضيت الليلة في الفندق وصباح الأحد عدت الى مطار اسطمبول ومنه الى مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء يوم الأحد. * وماذا عن علاقتك بفريق المقاصة المصري، والاجراءات المتفق عليها؟ - اتفقت مع مسؤولي الفريق المصري بواسطة وكيل أعمالي كريم بلق، ولم نكن نتوقع أن يحدث ما وقع، وقعت العقد وتسلمت مستحقاتي والحمد لله. في يوم السبت قبل أن أغادر مدينة القاهرة اتصلت بمسؤولي الفريق وأخبرتهم بسفري الى المغرب وأعلنوا استعدادهم ليوفروا الى تذكرة السفر لكن كنت قد حجزتها. فلم يمانعوا في سفري على أن أعود عند تسوية الوضع هناك. إنني أتصل بهم باستمرار حاليا أسأل عن أحوالهم وعلاقتي بهم جيدة وطيبة، وأنتظر حاليا أن تنتهي المشاكل في مصر وقلبي مع أشقائنا المصريين في محنتهم وأرجو الله أن يعينهم ويكون معهم. وسأعود الى فريق المقاصة المصري لاستئناف المسار وفق العقد الذي يربطني به وأستمر في التداريب في بلدي، وأحمد الله لتمكني من الالتحاق بالوطن والعائلة بعد فترة عصيبة عانيت فيها الكثير، والآن أرتاح في بلدي المغرب.