... عادت عجلة البطولة الوطنية إلى دوران بعد توقف دام أكثر من شهر، في سابقة فريدة من نوعها لم تشهد من قبل بطولتنا الوطنية، ستحاول من خلالها فرق المقدمة إعادة ترتيب أوراقها المخصصة للمنافسة على اللقب ومواصلة مشوارها من دون أي نزيف للنقاط، في حين ستجند فرق المؤخرة طاقتها في محاولة للخروج من القاع والارتقاء في سبورة الترتيب لضمان البقاء ضمن صفوف فرق النخبة ... غير أن أهم عائق ستسعى أنديتنا الوطنية لتجاوزه، هو تبعات عطلة شتوية طويلة أرهقت تفكير الأندية بسبب تجميد طال مداخيلها حينما أراحت شبابيك الملاعب من العمل إلى نهاية صقيع الجامعة، عطلة لا تتجاوز فترة أعياد الميلاد بأوروبا، وكان علينا أخذ العبرة من البطولة الإنجليزية التي لا تعرف شيئا اسمه عطلة شتوية، رغم موجة الثلوج والصقيع التي تضرب المملكة البريطانية وأرجاء أوروبا في مثل هذا الوقت من السنة. لكن لماذا هذا التوقف الطويل ؟ رغم أن الأحوال الجوية ليست بسوء أوروبا، ويبدو أن هذا التوقف سينعكس سلبا على مستوى الأندية بعد فترة راحة طويلة نسبيا، وتبقى بطولة الأمل التي أقيمت في تلك الفترة للجامعة الوطنية لكرة القدم مبررا مثاليا لخططها في الارتقاء بكرة القدم ببلادنا ... بطولة فضحت السياسة التنظيمية للجامعة حينما جاءت لتبرز فشل خطتها في دوري للاعبي الأمل، علما أن الممثل المغربي لهذه الفئة العمرية يعسكر بالأردن، وبالتالي ما هي الفائدة التي ستجنيها الجامعة من دوري «الشالنج» ؟ إذا كان الإطار الفني للمنتخب الأولمبي والمسؤول عن التنقيب عن المواهب الشابة خارج التغطية، ولن ننسى أن آمال هؤلاء المساكين ? أي شبان البطولة ? وأمل الكرة المغربية ستذهب أدراج رياح المحترفين الذين تفتح لهم الأحضان للقبول باللعب لصالح المنتخب الأولمبي ... قد يقول البعض إن هذا دوري الأمل سيفيد كثيرا العناصر الشابة بفرقنا الوطنية، وسيسمح لها بإبراز مؤهلاتها التقنية والبدنية، كما أنها ستجد فرصة للظهور إعلاميا والخروج من دوامة التهميش التي تطال العناصر الشابة ... لكن كان ذلك سيحدث لو التزمت الأندية الوطنية بالأمر، وأخذت بشيء من الجدية هاته البطولة والتزمت بالقوانين المنصوص عليها من طرف الفيفا بإشراك ثلاثة لاعبين فقط في تشكيلتها، وليس شحذ أغلب عناصر الفريق الأول للعب في بطولة الشباب، ولولا ارتباطات أندية أخرى على المستوى القاري ما كانت لتشرك لاعبيها اليافعين، خارقة بدورها قوانين الفيفا متأسية بالأعراف المغربية في كرة القدم. لم تراع الجامعة الوطنية حرمة البطولة، حين قررت تنظيم دوري الأمل في عطلة الشتاء ضاربة بذلك مصلحة الفرق الوطنية عرض الحائط، التي ستؤثر بشكل كبير على مستوى الأندية خصوصا الاستمرارية لدى بعضها، وهو أمر قد يقلب مجريات البطولة رأسا على عقب بسبب فترة الغياب الطويلة، والتي تنتظرها الجماهير الرياضية بفارغ الصبر، رغم أن الأندية أجرت مباريات ودية وأخرى مصيرية في البطولات الإفريقية. صحيح أن فكرة الاهتمام بالفئة الشابة فكرة مستحبة، لكن السذاجة أن تقام هاته التظاهرة على حساب سيرورة البطولة الوطنية، دون أن ننسى أن دوري الأمل لم يحقق المطلوب منه، وهو التركيز على تأهيل مستوى الشباب الرياضي وإخراجه من القمع الإعلامي والتهميش الذي تعرفه هذه الفئة، وعلينا أيضا أن لا ننسى أيضا أن الجامعة لو كانت بالفعل غيورة على مصالح الشباب، لكرست جهودها في تطوير مستوى دوري الشباب ببلادنا واهتمام باللاعبين المحليين في البطولة الخاصة بهم حتى أن البعض يظن أننا لا نمتلك بطولة للشباب ... ستعود البطولة وسينتهي دوري الأمل، فهل تكون عودة حميدة لبطولة النخبة ؟ وهل ينتهي مسلسل الاهتمام بلاعبي الأمل ؟ سندخل قاعة الانتظار وكلنا أمل في أن لا يتم نسيان لاعبي الأمل، لأنهم من الممكن أن يكونوا خير خلف...