دعا المشاركون في لقاء تواصلي، نظمته “شبكة نساء الأطلس”، مؤخرا بالرشيدية، إلى ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين للنهوض بمراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف قصد تمكينها من القيام بدورها في مواكبة وتأطير وتقديم الدعم لهؤلاء النساء. وأكد المتدخلون في هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “مراكز الاستماع.. الإكراهات والآفاق”، على ضرورة انخراط وتعبئة الجميع، كل من موقعه، لتقديم الدعم اللازم لهذه المراكز التي تضطلع بدور هام وأساسي في إرشاد وتوجيه النساء المعنفات ودعمهن من الناحية النفسية والاجتماعية. وأبرزت عزيزة دحمان، مديرة شبكة نساء الأطلس المنظمة للقاء، أن مراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف في حاجة ماسة إلى الدعم والمساندة للقيام بدورها كاملا في تأطير ومواكبة ودعم هؤلاء النساء، ومواجهة مختلف الإكراهات التي تعاني منها. واعتبرت أنه، بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت للنهوض بأوضاع النساء، لاسيما اعتماد مدونة الأسرة وإحداث صندوق التكافل العائلي وقانون محاربة العنف ضد المرأة، فإنه يتعين تكثيف الجهود لمحاربة ظاهرة العنف ضد النساء ووضع حد لها، مسجلة أنه يتعين أيضا دعم مراكز الاستماع للنساء ومأسسة عملها وتحديد اختصاصاتها. من جهتها، قالت حسناء طاهري، رئيسة مركز الاستماع التابع لجمعية أم البنين بالرشيدية، إن هذه المراكز استطاعت تسليط الضوء على مختلف أشكال معاناة النساء المعنفات وإبراز الإكراهات التي يواجهنها، موضحة أن هذه المراكز تتوخى بالأساس تقوية قدرات النساء المعنفات ومساعدتهن على الخروج من وضعيتهن المزرية وتطوير آليات الدعم النفسي لهن. أما الخبير في قضايا الأسرة عبد الهادي اليماني، فركز على الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به الجماعات الترابية والمجالس المنتخبة في مواكبة ودعم مراكز الاستماع للنساء المعنفات، وتمكينها من آليات الاشتغال الضرورية ، بالنظر إلى الدور الهام الذي تضطلع به. وشدد على ضرورة تطوير مضامين الشراكات التي تبرمها هذه المراكز مع مختلف المؤسسات والهيئات، إضافة إلى إحداث سجل للاستماع يلقي الضوء على مختلف حالات العنف المسجلة، ويمكن من رصد وتتبع وتوثيق ودراسة ظاهرة العنف ضد النساء من أجل تحديد أسباب الظاهرة وسبل الحد منها. وأبرزت باقي المداخلات على ضرورة تعزيز وتطوير آليات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء المعنفات وتنظيم أنشطة إشعاعية ودورات تكوينية وحملات تحسيسية لفائدتهن. كما شددت المتدخلات على ضرورة تجميع المعطيات المتعلقة بظاهرة العنف ضد النساء ودراسة وتحليل هذه المعطيات وإصدار وثائق في الموضوع للتحسيس بخطورة الظاهرة، وبلورة إستراتيجية عمل للترافع ضد كل أشكال التمييز ضد النساء.