قال عبد الأحد الفاسي وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة إن هناك مخططا للنهوض بمدينة سلا وإعادة هيكلتها وتثمين تراثها الثقافي والحضاري الذي تتميز به. وتابع عبد الأحد الفاسي الذي كان يتحدث أول أمس الأربعاء في افتتاح اللقاء السنوي للمرصد الحضري لسلا الذي أطلقته جمعية “سلا المستقبل” بشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية حول موضوع “دينامية تنمية مدينة سلا .. رؤى متقاطعة لأجل تقييم مرحلي”، أن هناك مجموعة من البرامج التي تروم تأهيل مدينة سلا وتنميتها عبر توجيه المبادرة العمومية والاستثمار الخاص وفق منهجية قادرة على ضمان الظروف المساعدة على استقطاب المزيد من رؤوس الأموال في القطاعات الصناعية والسياحية والخدمات وذلك بهدف تحسن ظروف حياة الساكنة، مشددا على التزام الوزارة باعتماد نموذج مبتكر للسياسة الوطنية لإعداد التراب في إطار البرنامج الحكومي 2017-2021 ومواصلة تنفيذ سياسة المدينة. كما استعرض المسؤول الحكومي، في ذات اللقاء الذي ترأسه اسماعيل العلوي رئيس جمعية سلا المستقبل الخطوط العريضة للمقاربة الحضرية التي تهدف لجعل حاضرة الرباط قاطرة لتنمية الجهة والتي تقوم على أساس التكامل الوظيفي بين مدن الرباطوسلا وتمارة، والتقليص من الفوارق بين المكونات المجالية لهذه المدن والاستغلال المعقلن للعقار ومكافحة السكن غير اللائق فضلا عن إدماج البعد البيئي في التخطيط الحضري. مؤكدا على أن قضايا التعمير والسكن تتطلب اعتماد سياسة شاملة تأخد بعين الاعتبار مختلف التحديات التي يواجهها المجال الترابي. من جهة أخرى، كشف وزير الإسكان وسياسة المدينة عن انطلاق ورش إصلاح النسيج العتيق لمدينة سلا وتثمينه، باعتباره إرثا إنسانيا تاريخيا يميز المدينة، خصوصا الأبواب التاريخية، وبالأساس، باب فاس، وباب سبتة، بالإضافة إلى إصلاحات أخرى تهم توسيع الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين المدينةوالقنيطرة، وكذا توسيع وإصلاح كورنيش المدينة والأحياء ناقصة التجهيز. وأشار الوزير إلى أن هناك مجهودات تبذل من أجل تعميم وثائق التعمير لتشمل جميع العمران بمختلف المدينة، إذ أوضح أن الوزارة تتوفر فقط على 75 بالمئة من وثائق التعمير بالمدينة، وهو رقم يبقى مهم، حسب عبد الأحد الفاسي. من جانبه، دعا اسماعيل العلوي رئيس جمعية سلا المستقبل، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية، جميع مكونات مدينة سلا من سلطات ومنتخبين ومستشارين وبرلمانيين وجميع المتدخلين في مختلف القطاعات بالمدينة إلى العمل وبذل المجهودات من أجل النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لهذه المدينة التاريخية المتميزة. وأوضح اسماعيل العلوي أن اللقاء الذي تنظمه جمعية سلا المستقبل بشراكة مع مؤسسة فريديريش إيبرت الألمانية يهدف إلى تقييم مختلف البرامج المخصصة لمدينة سلا بالتشاور مع كافة المسؤولين والخبراء المشاركين، مبرزا مجموعة من الإشكالات التي تتخبط فيها مدينة سلا. وإلى جانب ذلك أشاد العلوي بمجموعة من المتغيرات التي عرفتها المدينة خلال السنوات الأخيرة، سواء من حيث الربط السككي بخطوط الترامواي أو التهيئة التي استفادت منها المدينة في إطار برامج وكالة تهيئة أبي رقراق. وجدد العلوي دعوته جميع مكونات مدينة سلا للتعاون وتضافر الجهود لتجاوز الإشكاليات المرتبطة بالتوسع الحضري بمدينة سلا لاسيما المتعلقة منها بالنقل والسكن والأمن. من جهته، كشف جامع المعتصم عمدة مدينة سلا عن تخصيص ميزانية 14 مليار ونصف من أجل تنمية مدينة سلا وخلق أنشطة اقتصادية واجتماعية وترفيهية لساكنة المدينة. وأوضح عمدة مدينة سلا أن المرحلة الحالية ستنطلق باستثمار 5 مليار من أجل تنزيل مجموعة من المشاريع، في أفق المراحل المتقدمة والتي خصص لها بشكل إجمالي 14 مليار ونصف. المعتصم وفي حديثه عن مدينة سلا جرد الإيجابيات والسلبيات التي تتخبط فيها المدينة، مشيرا في ذات السياق، إلا أن هناك عملا وتعاونا من أجل تجاوز كافة الإشكالات المطروحة على هذه المدينة. وأبرز المتحدث أن الإيجابيات تكمن في موقع المدينة الجغرافي من حيث الموارد الطبيعية وكذا من حيث تواجده إلى جانب العاصمة وفي جهة مهمة هي الرباط – سلا – القنيطرة التي تعرف دينامية اقتصادية مهمة، مؤكدا على ضرورة استثمار هذا المعطى للنهوض بأوضاع المدينة. وأقر المعتصم بوجود نسبة مرتفعة من البطالة فاقت 20 بالمئة بالمدينة، بسبب الكثافة السكانية العالية وغياب الأنشطة الاقتصادية التي من شأنها خلق دينامية بالمدينة، فضلا عن مشاكل أخرى جوهرية مثل غياب مركز ووسط للمدينة، لاسيما مع التمدد العمراني غير المتحكم فيه الذي عرفته المدنية في العقود الأخير. إلى ذلك قدم أمينة بوغالي ممثلة مؤسسة فريديريش إيبرت الألمانية نبذة عن عمل المؤسسة بمجموعة من المدن عبر العالم، مشيرة إلى أن المؤسسة تدعم هيكلة المدن والنهوض بتنميتها عبر العالم. وأشادت المتحدثة بالمجهودات المبذولة على مستوى مدينة سلا، والتعاون الذي يربط مؤسسة فريديريش إيبرت بجمعية سلا المستقبل والذي مكن من تأسيس المرصد الحضري لسلا، حيث ساعد هذا الأخير في أقل من سنة على النهوض بالمدينة على مستوى كثير من المجالات. ودعت بوغالي جميع المتدخلين إلى الرفع من درجة التعاون من أجل مدينة سلا وتراثها وتاريخها، وكذا من أجل النهوض بساكنتها وأوضاعهم الاجتماعية. محمد توفيق أمزيان