ينعقد اليوم الجمعة بالرباط، مؤتمر حول موضوع "مكافحة الفساد على المستوى المحلي.. طريق مستدامة من أجل تغيير إفريقيا انطلاقا من أراضيها"، وذلك في إطار الاحتفال باليوم الإفريقي حول اللامركزية والتنمية المحلية. وحسب بلاغ للمنظمين، فإن هذا اللقاء يهدف أساسا إلى النهوض والاحتفاء بقيم ومبادئ الميثاق الإفريقي للامركزية، والحكامة المحلية والتنمية المحلية، لاسيما من خلال تحسيس المنتخبين المحليين ومدبري الشأن الترابي حيال الانعكاسات الوخيمة للفساد وتضارب المصالح على تدبير الشؤن المحلية للسكان، والعدالة والسلم الاجتماعيين، ومن ثم على التنمية المستدامة. وحسب المصدر ذاته، فإن هذا الحدث، الذي تنظمه حكومة المملكة المغربية ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، وجمعية جهات المغرب، والجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، يروم أيضا التحسيس بدور المجتمع المدني ووسائل الإعلام كفاعلين رئيسيين في محاربة الفساد على المستوى الترابي. وتابع البلاغ أنه من المنتظر حضور قرابة 300 مشارك في هذا الحدث الأول من نوعه منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء سيعقد بمقر وزارة الثقافة والاتصال. ويعد التقليص من الفساد أحد الانشغالات الرئيسية للاتحاد الإفريقي، الذي جعل من 2018 سنة لمحاربة هذه الظاهرة. فحسب تقرير سنة 2017 لمنظمة الشفافية الدولية بخصوص مؤشر مدركات الفساد، فإن هذه الظاهرة لاتزال مستمرة في الانتعاش بإفريقيا، وذلك وفق المصدر ذاته. وتابع أن إفريقيا جنوب الصحراء هي المنطقة الأقل أداء بمتوسط معدل قدره 32 نقطة. وبالنسبة للجماعات المحلية، فإن العواقب تبقى وخيمة، لأنها مكلفة بتوفير الخدمات العمومية الأساسية للمواطنين، وبالتالي فإن الخصاص الذي يؤدي إليه الفساد يشكل عائقا جديا لتحقيق أجندة 2063 (إفريقيا التي نريد)، وأجندة 2030 (الأهداف 17 للتنمية المستدامة)، التي يتعلق تفعيل 65 في المائة منها بالمستوى المحلي، كما هو الشأن بالهدف 16 الذي يهدف إلى التقليص من الفساد والرشوة بكافة أشكالها (الهدف 16.5)، وإحداث الهيئات الفعالة (16.6)، وكذا ضرورة أن تبدأ محاربة هذه الظاهرة على المستوى المحلي. وحسب المنظمين، فإن الندوة ستحاول في هذا السياق تقديم مقترحات ملموسة حول هذا الموضوع من خلال الارتكاز على التوصيات التي سيخلص إليها المشاركون في منتدى الأممالمتحدة حول الخدمة العمومية 2018 خلال "السايد إيفنت" الذي تنظمه اللجنة التقنية المختصة رقم 8 للاتحاد الإفريقي حول الوظيفة العمومية، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، والأكاديمية الإفريقية للجماعات الترابية حول "الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد.. مطلب رئيسي لتحقيق التنمية المحلية". وذكر البلاغ أنه تم التنصيص على اليوم الإفريقي حول اللامركزية والتنمية المحلية من طرف الاتحاد الإفريقي على مستوى المادة 20 من الميثاق الإفريقي حول قيم ومبادئ اللامركزية والحكامة المحلية والتنمية المحلية، كما تم التنصيص عليها خلال الدورة العادية لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات، الذي عقد يومي 26 و27 يونيو 2014 بمالابو (غينيا الاستوائية). وقد تم تقسيم الموضوع الرئيسي لهذه السنة إلى موضوعين فرعيين، ويتعلق الأمر ب "الفساد وتضارب المصالح في تدبير الشؤون المحلية.. كابح لتوفير الخدمات الأساسية للساكنة المحلية، والعدل والسلم الاجتماعيين"، و"الحكامة المحلية والنهوض بدور المجتمع المدني ووسائل الإعلام.. ضمان للنجاح في محاربة الفساد".