اختتمت مساء أمس الثلاثاء أشغال المناظرة الأولى حول كرة القدم النسائية بالقارة الإفريقية، بحضور ممثلي أكثر من 50 دولة من القارة السمراء وضيوف من باقي القارات الأربعة وخبراء من مختلف المجالات المرتبطة بعالم كرة القدم، في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية والتنظيمية والطبية. أوراش متنوعة قاربت ممارسة الإفريقيات للعبة تطرق المشاركون خلال هذه المناظرة التي نظمت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين عبر مختلف الأوراش إلى أهم الجوانب المرتبطة بممارسة المرأة الإفريقية لكرة القدم، حيث أجمع الكل على ضرورة إعطاء أهمية كبرى لكرة القدم النسوية في إفريقيا، وذلك بسبب وجود فارق كبيرة وهوة واسعة بينها وبين كرة القدم الذكورية، رغم المجهودات المبذولة في هذا الإطار، وذلك بتمكينها من المزيد من الاهتمام والإمكانيات يتعين القيام بهن. سبع ورشات عمل خصصت للتفكير وتبادل الخبرة في مواضيع مختلفة في مجالات تهم "كيفية تطوير ممارسة كرة القدم النسوية" و"تطوير التكوين التقني للمكونين، الحكام والمدربين" و"طرق تطوير الرعاية لكرة القدم النسوية" و"المسابقات: الواقع والآفاق" و"مفهوم الحكامة في كرة القدم النسائية" و"دور كرة القدم النسوية في النهوض بالمرأة وإدماجها الاجتماعي" و"مكانة الإعلام والتواصل في تعزيز دينامية كرة القدم النسوية". وكل هذه المواضيع تكتسي أهمية خاصة ضمن منظومة الممارسة سواء في شقيها الرجالي أو النسائي، مع التركيز أكثر على خصوصية الجنس اللطيف، وإمكانية التطور متاحة لهذا النوع أكثر، نظرا للهوة الحاصلة بين الصنفين. المناظرة.. فرصة للترويج لملف المغرب 2026 كان طبيعيا أن يستغل المغرب احتضانه لهذا الحدث الإفريقي ببعده الدولي للترويج لملف ترشيحه لاحتضان مونديال سنة 2026، والفرصة كانت بالفعل مواتية بدرجة كبيرة، نظرا لأهمية الحدث والحضور الإعلامي الكبير المرافق له، وتواجد ممثلي أكثر من 50 دولة إفريقية، بالإضافة إلى حضور اتحادات من باقي القارات سواء من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كل هذا المجهود المبذول على مستوى التنظيم، والميزانية المهمة التي خصصت للحدث، والتي بلغت حسب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أحمد أحمد، ما يقارب 3 ملايين دولار، إذ كان من الضروري استغلاله على النحو الجيد أولا لوضع الأفارقة أمام مسؤوليتهم التاريخية والمتمثلة في ضرورة دعم الملف المغربي، وثانيا تمكين باقي الضيوف من إطلاع على الإمكانيات التي يتقدم بها المغرب أمام المنتظم الدولي من أجل الإنصاف وتمكينه من احتضان تظاهرة رياضية يترشح لها المرة الخامسة، ويقدم كل الضمانات اللازمة من أجل إنجاحها. وإذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد منع المغرب من الترويج لملفه أمام الاتحادات ال 54 خلال أشغال الجمعية العمومية ل (الكاف) التي نظمت بالدار البيضاء شهر فبراير الأخير، على هامش كاس أمم إفريقيا للمحليين، فإنه هذه المرة لم يكن بإمكانه تجديد منعه غير المقبول، وتحسيسه بضرورة التعامل بإنصاف وحيادية مع الطرفين المتنافسين المغرب من جهة، وملف الثلاثي الأمريكي من جهة ثانية. احتجاج الاتحاد الإفريقي على (الفيفا) كان منطقيا عقب السماح للمسؤولين عن ترشح الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك وكندا، بالترويج لملفهم الثلاثي المشترك في تجمع اتحاد دول جنوب إفريقيا (كوسافا) بجنوب القارة الإفريقية، قبل أن تعلل (الفيفا) ذلك بكون مسؤولي الملف الثلاثي طلبوا إذنا مسبقا للقيام بجملتهم الترويجية، وهو ما لم يقم به المغرب عندنا لم يطلب ذلك قبل انعقاد مؤتمر (الكاف) بالدار البيضاء. وهكذا تحولت مراكش على مدار ثلاثة أيام إلى فضاء مفتوح للترويج للملف المغربي على أعلى مستوى، وقد انطلق الاشتغال على هذا الملف بعقد مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة ترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم لسنة 2026، سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء الاتحادات الإفريقية الذين حلوا بالمدينة الحمراء، جلسات عمل خصصت للتعريف بالإمكانيات التي يضعها المغرب والآفاق الكبيرة التي يفتحها هذا الترشيح برهاناته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ومدى استفادة الشباب الإفريقي خاصة من إمكانية احتضان القارة للمونديال للمرة الثانية بعد نسخة 2010 بجنوب إفريقيا. لقجع يؤكد أن المغرب يحمل آمال قارة بأكملها جاء خطاب فوزي لفجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة قويا ومباشرا، عندما خاطب الأفارقة صراحة قائلا: "نحن نحمل آمال القارة في ملف مغربي، وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه شباب إفريقيا الذين يحلمون بمستقبل مشرق.. لسنا مجرد كائنات انتخابية.. نحن نملك طاقة وكرامة وسندافع عنهما مهما كلفنا الأمر". وقد قاطع الحضور كلمة لقجع بتصفيق هز جنبات قصر المؤتمرات، خاصة عندما انتهى تدخله القوى بالقول: "وضعنا ترشيح المغرب باسم إفريقيا والأفارقة، فعلنا كل ما يمكن فعله وسنقوم بكل ما يتطلب منا، والآن الكرة بملعبكم أنتم أيها الرؤساء لتحقيق حلم إفريقيا". كانت بالفعل لحظة فارقة وقوية في مسار حملة ترشيح المغرب، خاصة وأنها انضافت إلى المكاسب التي حققها الملف المغربي خلال مؤتمر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) ببراتسلافا، بعد عقد اتصالات مباشرة مع أبرز الاتحادات القارية نظرا للدور المؤثر لممثلي الدول الأوربية في صياغة أهم القرارات التي تهم كرة القدم العالمية، وخاصة المونديال باعتباره أهم تظاهرة كونية تهم اللعبة. حفل فولكلوري إفريقي ومغربي وحضور لأساطير اللعبة الأفارقة ودائما في إطار الاستغلال الجيد لهذا الحدث، تميز حفل العشاء الذي نظم على شرف الحضور مساء الاثنين، بتخصيص حيز مهم للحديث عن ترشيح المغرب الذي هو قبل كل شيء كما قال أحمد أحمد ومعه فوزي لقجع ومولاي حفيظ العلمي، هو ترشيح باسم إفريقيا كقارة مؤثرة في مسار اللعبة على الصعيد الدولي، وتطالب بالإنصاف على غرار باقي القارات. وتميز هذا الحفل الذي عرف تقديم فقرات غنائية وفولكلورية إفريقية ومغربية مستمدة من التراث الضارب في جذور التاريخ بمفاجأة جميلة أضفت على القاعة جمالية خاصة، وذلك بكلمة جد معبرة من طرف النجم الإفريقي الكاميروني صامويل إيتو الذي بارك هذا الحدث وأثنى على الحصيلة الإيجابية ل (الكاف) بعد سنة فقط من التغيير الذي عرفته، وأهدى بالمناسبة قميصه الخاص لأحمد أحمد ليلتحق به بالمنصة مجموعة من النجوم السابقين لكرة القدم الإفريقية من بينهم الجزائري لخضر بلومي والسنغاليان حاجي ضيوف وفاديغا والمغربي مصطفى حجي والتونسي عادل الشاذلي وبيل أنطوان والزامبي بواليا كاوشيا وغيرهم من النجوم الذين ميزوا الحدث بحضورهم الوازن. وفي هذا الصدد، استغل رئيس (الكاف) أحمد أحمد صعود إيتو للمنصة، ليؤكد على أن المغرب مستعد لدعم الكاميرون في احتضان كأس أمم إفريقيا (الكان) لسنة 2019، منهيا بذلك الجدل الذي أثير في الفترة الأخيرة حول توجه الاتحاد الإفريقي إلى سحب البطولة من الكاميرون ونقلها إلى المغرب، كما حدث في بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين (الشان).