شهد عدد من مدن العالم مسيرات لتونسيين يحتفلون بسقوط زين العابدين بن علي, حسبما ذكر صحافيو فرانس برس. ففي مونتريال احتفل أكثر من ألف شخص أول أمس السبت بإزاحة الرئيس التونسي رافعين إعلاما تونسية ومنشدين النشيد الوطني, على ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في جو مثلج وبرد قارس «ارحل, ارحل» مستذكرين يوم فرار بن علي.ورفعوا شعار «كنت تريد عام 2014, نحن قررنا يوم 14», في إشارة إلى وعد بن علي بمغادرة السلطة عام 2014 قبل يوم من فراره. وقد اصطحب الكثير من الأهل أطفالهم وبعضهم في العربات الخاصة بهم ليشاركوا في هذه اللحظة التاريخية. وحمل نزار بيسي (19 عاما) الذي وصل إلى البلاد قبل أشهر لافتة كتب عليها «أميركا: نعم نستطيع, تونس: نعم نفعل», مصححا الشعار لفرانس برس «نعم فعلناها». كذلك رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «فلنناضل من اجل العدالة الاجتماعية في تونس» و»بن علي مجرم» و»الشعب الموحد لن يغلب يوما». وسأل البعض عن مكان وجود ابنة بن علي التي اشترت مع زوجها منزلا كبيرا في مونتريال. وقد وقف أشخاص مسنون وشبان وعائلات دقيقة صمت أمام القنصلية التونسية حدادا على قتلى المواجهات في تونس. وفي كيبيك, تجمع نحو 200 شخص بحسب شاهد عيان. وأوضحت كريمة بن خلف الله المتحدثة باسم التظاهرة أن التجمع يهدف أيضا إلى طلب احترام الحريات العامة الأساسية. وبحسب تقديرات السفارة التونسية فان كندا تستضيف 17 ألف تونسي يعيش 65% منهم في كيبيك. وفي باريس ضمت أكبر مسيرة ثمانية آلاف شخص حسب الشرطة, معظمهم من التونسيين والفرنسيين من أصل تونسي إلى جانب ممثلين عن الأحزاب اليسارية الفرنسية الذين تجمعوا في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفرنسية. وتضم الجالية التونسية في فرنسا, القوة الاستعمارية السابقة, مئات الآلاف من الأشخاص. وحمل شبان نعوشا لفت بأعلام تونسية ولافتات كتب علينا «شكرا لشهدائنا لن ننساكم أبدا». وقالت نجاة ميزوني (59 عاما) أستاذة الحقوق إنها «سعيدة بالمشاركة» في التظاهرة و»بأول ثورة في العالم العربي». وفي مرسيليا (جنوب شرق) حيث يقيم حوالي 46 ألف تونسي حسب القنصلية, جرت مسيرة شارك فيها حوالي ألفي شخص في وسط المدينة. وردد المتظاهرون هتافات «بن علي قاتل» و»حاكموا بن علي», وهم يرفعون لافتات كتب عليها «يدا بيد من اجل الديمقراطية» و»عودة إلى السلام الأهلي». وفي ليون (وسط الشرق) تحولت تظاهرة تضم 800 شخص إلى مسيرة فرح غنى خلالها عدد كبير من التونسيين النشيد الوطني. وفي ليل (شمال), حيث تظاهر حوالي 450 شخصا وهم يرفعون الأعلام التونسية التي رفرفت إلى جانبها أعلام الجزائر والمغرب. وردد المتظاهرون «بن علي رحلت بوتفليقة ابتعد», متوجهين إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. كما طالبوا برحيل الرئيس المصري حسني مبارك أيضا. وفي تولوز (جنوب غرب) تظاهر بين 350 و500 شخص في وسط المدينة. وفي إيطاليا, قام مئات الأشخاص بمسيرات في عدد من المدن. ففي ميلانو تجمع حوالي مأتي مهاجر تونسي أمام قنصلية تونس وهم يرفعون أعلاما تونسية ويرددون النشيد الوطني التونسي. وفي باليرمو لبى حوالي مأتي متظاهر دعوة منظمة طلابية متضامنة مع الشعب التونسي, للتجمع. أما في روما, فقد نظمت أحزاب اليسار مسيرة شارك فيها نحو مئة شخص «تضامنا مع التظاهرات الشعبية في تونس» للمطالبة «بوقف شراكة ايطاليا مع نظام بن علي». وردد المتظاهرون هتافات من بينها «قتلة» و»تحيا الديمقراطية» و»تونس حرة», كما نظموا جنازات رمزية لضحايا قمع أعمال التظاهرات في تونس. وفي سويسرا تظاهر ألف شخص السبت في لوزان وجنيف غرب البلاد, حسبما ذكرت وكالة الأنباء السويسرية. ففي لوزان حيث تظاهر مئتا شخص وجنيف حيث تجمع 800 شخص, رفعت لافتات كتب عليها «تحيا الثورة في تونس وكل السلطة للشعب» أو «الطاغية بن علي ارحل». وقال منسق جمعية التونسيين في سويسرا أنيس منصوري «حلمنا أصبح حقيقة وطرد المجرمين أصبح ممكنا». وأضاف «نبكي فرحا برحيل بن علي لكن العمل بدأ الآن لإحلال الديمقراطية». وتظاهر أكثر من 500 شخص من أصل تونسي في وسط بروكسل حيث رفع عدد منهم العلم التونسي ورددوا النشيد الوطني التونسي, تعبيرا عن دعمهم لشعب تونس بعد سقوط زين العابدين بن علي. وعلى سلم مبنى البورصة القديم, وقف المتظاهرون دقيقة صمت في ذكرى ضحايا الذين قتلوا خلال التظاهرات في تونس.