أمضى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي إطاحته انتفاضة شعبية بعد 23 عاما في السلطة, يومه الأول (السبت) في المنفى بالسعودية, وسط تكتم شديد. وكان بن علي وصل ليل الجمعة السبت إلى مطار مدينة جدة (غرب) على البحر الأحمر, يرافقه ستة من أفراد عائلته بينهم زوجته ليلى, كما ذكرت مصادر متطابقة. وأعلنت الحكومة السعودية رسميا استضافة بن علي وأسرته. وقال الديوان الملكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة». وأكد البيان «تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء, وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق». وامتنعت السلطات السعودية عن الإدلاء بأي معلومات عن مكان إقامة الرئيس المخلوع أو مدة إقامته في السعودية. وأكد شهود لوكالة فرانس برس أنهم رأوا موكبا رسميا يتجه بعيد وصول طائرة بن علي في الساعة 48,00 (48,21 ت غ) نحو قصر الضيوف في حي الحمرا الراقي القريب من الشاطئ. وغادر زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23 عاما, البلاد الجمعة على اثر تظاهرات شعبية غير مسبوقة ضد نظامه تم قمعها بعنف. وكانت طائرته حلقت في البداية مساء الجمعة في المجال الجوي المالطي «متجهة نحو الشمال», كما قال متحدث باسم الحكومة المالطية. لكن مصدرا قريبا من الحكومة الفرنسية ذكر أن باريس «لا ترغب» في استقبال الرئيس التونسي المخلوع, مبررة هذا الموقف بالاستياء الذي يمكن أن تعرب عنه الجالية التونسية في فرنسا, القوة الاستعمارية السابقة. وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن «الرئيس زين العابدين بن علي اتصل (السبت) هاتفيا بقائد الثورة الليبية» معمر القذافي, بدون مزيد من التفاصيل حول فحوى هذا الاتصال. ويقيم بن علي علاقات جيدة مع أفراد العائلة المالكة السعودية وعلى الأخص وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز منذ كان هو وزيرا للداخلية في الثمانينات. وسبق أن استقبلت السعودية قادة منفيين أشهرهم الديكتاتور الأوغندي السابق عيدي أمين دادا الذي لجأ إلى جدة العام 1979 حيث أمضى آخر سنوات حياته قبل وفاته في احد مستشفياتها العام 2003. كما لجأ رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف إلى المملكة العام 2000 بعد انقلاب الجنرال برويز مشرف وأمضى حوالي ثمانية أعوام في المنفى قبل العودة إلى بلاده. وأقصي بن علي نهائيا من السلطة بناء على قرار اتخذه أول أمس السبت المجلس الدستوري بإعلانه رسميا «شغور السلطة», كما أفادت وكالة الأنباء التونسية الرسمية. وأعلن المجلس الدستوري أول أمس السبت رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع رئيسا للبلاد بالوكالة واضعا حدا نهائيا لاحتمال عودة بن علي الذي فر إلى السعودية, إلى السلطة. وبن علي والد لستة أبناء من بينهم ثلاثة من زواج أول. وكانت زوجته ليلى موضع انتقادات كثيرة بعد اتهام أفراد في عائلتها بالسيطرة على اقتصاد البلاد. ووصفت مذكرة دبلوماسية أميركية كشفها موقع ويكيليكس في ديسمبر عائلة الرئيس بأنها «شبه مافيا» وعددت سلسلة أمثلة على استغلال العائلة وأوساطها وزوجة الرئيس للسلطة.