قررت مصالح إدارة المياه والغابات بإقليم الرشيدية إنجاز محافظة غابة إكيس واغفمان، بتراب جماعة أملاگو التابعة ترابيا لدائرة گلميمة، مما خلق جوا من الخوف والهلع لدى ساكنة المنطقة المستفيدين من هذه الغابة وخيراتها، مخافة الإضرار بمصالحهم فيها، مشيرين في العريضة -التي نتوفر على نسخة منها والمتضمنة لأزيد من 250 توقيعا- استعدادهم للمساهمة جنبا إلى جنب مع إدارة المياه والغابات، في الحفاظ على الغابة ضد كل الممارسات التي قد تضر بها وبخيراتها، في نفس الوقت الذي أعربوا فيه عن وقوفهم ضد تحفيظها وبيعها. وفي نفس العريضة، أوضح السكان المتضررون، أن الغابة متكونة من أشجار صغيرة وقليلة، متضررة أصلا من طابع الجفاف الذي تعرفه المنطقة، ومع ذلك فهي مورد عيش أغلب الساكنة، الذين يستفيدون منها في رعي المواشي وتربية النحل، وتحفيظ الغابة سيؤدي حتما إلى قطع هذه الأشجار، مما يعني اندثارها لاستحالة نموها من جديد بسبب الجفاف الذي يؤثر سلبا على الغطاء النباتي للمنطقة. وفضلا عما ذكرناه من ارتباط سكان المنطقة بالغابة واستفادتهم من خيراتها فالرحل أيضا متضررون من تحفيظها لكونها تعتبر فضاءهم المفضل لنصب خيامهم للسكن بها. وقد عرفت المنطقة احتجاجات سابقة ومسيرات وشكايات وجهت للمسؤولين بالإقليم للحيلولة دون وقوع الضرر على السكان بالسماح لإدارة المياه والغابات بالمضي قدما في مشروعها، غير أن هذه الأخيرة لازالت مصرة على إتمام ما عزمت عليه ضربا عرض الحائط بمصالح المواطنين الذين يعتبرون رأس مال المنطقة الحقيقي. وأكد الموقعون على العريضة استعدادهم لتصعيد أشكالهم النضالية في سبيل الحيلولة دون الإضرار بمصالحهم في الحفاظ على مكتسب الغابة التي تعتبر مورد العيش الوحيد لأغلب ساكنة المنطقة التي تعيش أصلا مستويات متدنية من الفقر والحاجة، والمنطق يدعو إلى إنعاش المنطقة بإنعاش غطائها النباتي الذي تعتاش منه، لا المساهمة في ضرب آخر قلاع أسباب العيش بالمنطقة، ودفعها بذلك إلى عيش الفقر المدقع بأبشع تجلياته.