تأكيد على الاستثمار في الصحة كمحرك للتنمية أكدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت شان قد أكدت يوم الاثنين الماضي بجنيف على "أهمية الاستثمار في الصحة كونها أداة محركة للتنمية" وذلك خلال اليوم الأول من أشغال الجمعية ال63 للصحة العالمية. وأشارت شان في الكلمة التي ألقتها حول وضعية الصحة في العالم إلى التحديات المتعلقة بتجسيد أهداف الألفية للتنمية كما أبرزت النتائج المسجلة داعية إلى تجنيد اكبر من أجل تحسين بعض مؤشرات الصحة في عديد البلدان. وبخصوص جائحة انفلونزا (اتش1 ان1) التي شغلت العالم هذه السنة، قالت إن دول العالم "حالفها الحظ" مع تفشي أول جائحة في القرن الحادي والعشرين اودت بحياة 1800 شخص منذ اكتشافها في أبريل 2009، لأن مرض (اتش1 ان1) لم يتحول إلى فيروس أكثر فتكا. وبعدما أعربت عن ارتياحها لفاعلية اللقاحات التي انتجت على عجل خصوصا لمرض انفلونزا الخنازير قالت شان إن هذا الفيروس هو الأول في التاريخ الذي تمت متابعة تطوراته من كثب، وأنه "شكل أول اختبار اساسي للنظام الصحي العالمي" المعدل والمطبق منذ 2007. والنظام الذي تم تبنيه من قبل الدول ال193 الأعضاء في منظمة الصحة يتضمن إنذارا في حال تفشي فيروسات جديدة تطبقه المنظمة بحذافيره. وهذا ما حمل المنظمة على إعلان فيروس اتش1 ان1 في 11 يونيو أول جائحة في القرن ال21 خصوصا من الناحية الجغرافية. ومن دون أن تقر بارتكاب منظمة الصحة أخطاء في إدارة الأزمة، شددت شان على ضرورة "وضع تقييم جديد" لتحرك المنظمة لاحتواء هذا الوضع. وتمحور أشغال جمعية الصحة العالمية التي جرت من 17 إلى 21 ماي الجاري حول أهداف الألفية للتنمية المتعلقة بالصحة وخاصة تقليص نسبة وفيات الأطفال وتحسين صحة الأم ومكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة/السيدا. وقد صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 2000 على هذه الأهداف التي ستكون موضوع مراجعة بمناسبة عقد اجتماع رفيع المستوى في شهر سبتمبر المقبل بنيويورك والتي سيتم بلوغها سنة 2015. كما تطرق جدول أعمال هذه الدورة إلى عدة مسائل أخرى متعلقة بتطبيق النظام الصحي الدولي وإعداد قانون ممارسة للتوظيف الدولي لمستخدمي الصحة واستراتيجية منظمة الصحة العالمية الرامية إلى التقليص من الاستعمال المضر للكحول والحماية من الأدوية المقلدة وتقييم عملية المكافحة من وباء الأنفلونزا سنة 2009. وشارك المغرب في أشغال هذه الدورة بوفد هام ترأسته ياسمينة بادو وزيرة الصحة. واستعرض الوفد المغربي خلال أشغال اللجن التجربة المغربية في مجال مكافحة الأمراض غير المعدية، وقدم على الخصوص البرامج والاستراتيجيات التي وضعتها الحكومة المغربية لمكافحة أمراض الضغط المرتفع والسكري والأمراض العقلية. كما توقف الوفد المغربي عند تجربة المغرب في مجال محاربة داء السرطان، مذكرا بأن المملكة أعدت مخططا وطنيا لمحاربة السرطان كان ثمرة شراكة جد هامة بين جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان ووزارة الصحة. واستحضر في هذا السياق ما أنجز في هذا الميدان، مما يعتبر نتاجا للعمل الذي قامت به كل من وزارة الصحة وجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان. وبهذه المناسبة، ذكر الوفد المغربي بأن صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية كانت قد دعت هذه المنظمة الأممية، خلال دورة المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط المنعقدة بفاس، إلى دعم إحداث صندوق عالمي لمحاربة داء السرطان يمكن البلدان السائرة في طريق النمو من الحصول على الوسائل الضرورية لمحاربة هذا الداء.