الأسلحة دخلت إلى المغرب بتواطؤ عناصر من الجيش إيقاف خمسة عسكريين من الفوج 59 للمشاة والبحث متواصل للوصول إلى المهربين كشفت التحريات التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية تورط خمسة عناصر من الجيش في تسهيل عملية إدخال الأسلحة المحجوزة لدى خلية «أمغالا» الإرهابية إلى التراب المغربي. ولازال البحث متواصلا لإيقاف المهربين الذين يقفون وراء العملية. وأعلن وزير الداخلية، مولاي الطيب الشرقاوي، في ندوة صحفية أمس بالرباط، أن عناصر الجيش الخمسة ينتمون إلى الفوج التاسع والخمسين للمشاة ب «أمغالا»، وتربطهم صلاة مع مهربين ينشطون في الشريط الحدودي بالقرب من الجدار الأمني. وقال وزير الداخلية إن الأسلحة المحجوزة لدى الشبكة الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي تتكون من 27 شخصا، دخلت إلى المغرب من طرف مهربين ينشطون في المناطق القريبة من الجدار الأمني، يتلقون تسهيلات من طرف عناصر من الجيش لإدخال سلع ومواد مهربة عبر الشريط الحدودي، مقابل مبالغ مالية، لم يحدد وزير الداخلية قيمتها. موضحا أن أفراد القوات المسلحة الملكية المتورطين في العملية لا يكلفون أنفسهم عناء التأكد من نوعية المواد المهربة. وكشفت التحريات التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية أن أفرادا من القوات المسلحة الملكية كانوا يقومون بإدخال السلع المعبأة في الصناديق والمحملة على ظهور الجمال إلى التراب الوطني، انطلاقا من نقط الحراسة التي يشرفون عليها، دون فحص محتوياتها، مقابل تلقيهم إتاوات من المهربين. ومن المرتقب إحالة الجنود المتورطين في تسهيل إدخال الأسلحة المحجوزة على المحكمة الدائمة للقوات المسلحة الملكية، فيما تكثف السلطات المغربية أبحاثها وتحرياتها لإيقاف المهربين الذين قاموا بإدخال الأسلحة إلى أرض الوطن. فخلال السنوات الأخيرة شكلت الحدود الجنوبية مع موريتانيا، والجنوبية الشرقية مع الجزائر، منفذا آمنا لمختلف أنواع التهريب، من سلع وبضائع وسجائر مهربة ومخدرات، إلى أن أصبحت قبلة للعديد من ممارسي هذا النشاط، وأضحت تضاهي المناطق الشمالية التي ارتبط اسمها بهذا النوع من النشاط في السابق. ورغم تعزيز المناطق الحدودية بنقط المراقبة، وتزويدها بالمعدات التكنولوجية الحديثة (جهاز السكانير)، وتوفير العناصر البشرية ذات التكوين والكفاءة العالية، إلا أن ذلك لم يحد من ظاهرة التهريب بالأقاليم الجنوبية إلا بشكل طفيف. وتتواتر أخبار عن تفكيك شبكات للتهريب، أو توقيف مهربين، أو حجز عربات أو نوق محملة بمختلف السلع والمواد المهربة. وفي بعض الحالات يتم اكتشاف رصاصات هنا وهناك، وذخيرة حية في بعض العمليات. وللتذكير، فقد اعتقلت مصالح الأمن بالنقطة الحدودية بين المغرب وموريتانيا في شهر شتنبر سنة 2009، أربعة مهربين، بعد اكتشاف قطع أسلحة وذخيرة حية بسيارة قادمة من موريتانيا في طريقها إلى المغرب. وأدت هذه العملية في حينها إلى حالة استنفار قصوى في مختلف المصالح الأمنية والعسكرية بالمنطقة. وكانت كل المؤشرات والمعطيات التي تم تجميعها آنذاك تتجه إلى احتمال وجود ارتباطات قوية للمهربين مع خلايا إرهابية محتملة تنشط في إدخال الأسلحة والذخيرة إلى المغرب. ولم تستبعد العديد من المصادر في حينها أن يكون للموقوفين ارتباطات بعناصر خطيرة بالتراب المغربي، مع احتمال أن تكون الأسلحة والذخيرة المحتجزة موجهة لزعزعة الأمن بالبلاد. وكانت السلطات المغربية أعلنت قبل أسبوع عن تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تتكون من 27 شخصا، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية ضد مواقع أمنية وأجنبية، وتنفيذ هجومات على مؤسسات مالية، وحجزت مصالح الأمن ترسانة من الأسلحة المتطورة والذخيرة بثلاث مواقع بمنطقة «أمغالا» على بعد 220 كلم من مدينة العيون؛ منها 30 بندقية رشاش من نوع كلاشينكوف، وثلاثة مسدسات رشاشة من عيار 82 ملم، وقاذفتين من نوع (آ ربي جي7)، وحوالي 66 خزينة للذخيرة بالإضافة إلى ذخيرة حية، كانت ستستعمل في تنفيذ المخطط التخريبي للخلية.