أعلن وزير خارجية تشيلي الفريدو مورينو يوم الجمعة الماضية، أن بلاده اعترفت بفلسطين دولة «حرة ومستقلة», لتحذو بذلك حذو الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا والإكوادور. وصرح وزير الخارجية في إعلان تلي أمام الصحافيين أن «حكومة تشيلي قررت اليوم الاعتراف بفلسطين دولة حرة ومستقلة وتتمتع بالسيادة». لكن البيان التشيلي لم يشر إلى حدود هذه الدولة الفلسطينية. واكتفى وزير الخارجية بالقول «نقوم بهذه الخطوة في إطار قرارات الأممالمتحدة التي تؤمن في نظرنا الإطار المناسب للمفاوضات بين الدول من اجل تسوية مختلف المشاكل». ورحبت السلطة الفلسطينية السبت باعتراف تشيلي بدولة فلسطينية. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لوكالة فرانس برس «نحن متفائلون ونتوقع خلال الأسابيع المقبلة مزيدا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دول أميركيا الجنوبية والوسطى». وأشار إلى أن هذا الاعتراف سبقه تنسيق ما بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا خلال زيارة عباس إلى البرازيل قبل أيام. وفي بداية ديسمبر, أعلنت البرازيل والأرجنتين وبوليفيا ثم الإكوادور اعترافها بفلسطين «دولة حرة ومستقلة ضمن حدود 1967» أي الخط الذي سبق اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية واحتلال قطاع غزة والضفة الغربية في يونيو من تلك السنة. وأعلنت الاوروغواي أنها ستحذو حذو تلك الدول العام 2011 من دون توضيح حدود الدولة الفلسطينية. ووضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 31 ديسمبر الحجر الأساس لسفارة فلسطين في برازيليا. وتعترف كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وكوستاريكا مثل حوالي مئة بلد آخر في العالم بفلسطين أصلا. ويقيم حوالي 150 بلدا في العالم علاقات مع فلسطين بشكل ما. وأكد المالكي أن «اعتراف تشيلي بنا هو انجاز للدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس» خاصة «في ظل الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة والحكومة الإسرائيلية لوقف مثل هذه الاعترافات». وأثارت موجة الاعترافات الأخيرة بفلسطين استياء إسرائيل وواشنطن التي رأت أن «أي تحرك أحادي الجانب لن يكون مثمرا», حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية. لكن هذه التحركات الدبلوماسية تندرج في إطار إستراتيجية قادة فلسطينيين مصممين على إعلان دولتهم خلال السنة الجارية.وتحدث المالكي عن «إستراتيجية وضعتها السلطة الفلسطينية تستهدف دول أميركا الوسطى والبحر الكاريبي», موضحا أن السلطة «بدأت تحركا دبلوماسيا في جزر المحيط الهادئ للحصول على اعتراف حوالي 12 جزيرة بالدولة الفلسطينية». وفي مواجهة فشل تحريك مفاوضات السلام وتحفظ الولاياتالمتحدة التي ترعى المفاوضات, على الاعتراف بدولتهم, يسعى المندوبون الفلسطينيون إلى الحصول على أوسع اعتراف ممكن بفلسطين بحدود 1967. وعندما يتوصلون إلى اعتراف عدد كبير من الدول, ينوي القادة الفلسطينيون عرض القضية على مجلس الأمن الدولي. ويرى الفلسطينيون أن «اعترافا جماعيا» بدولة فلسطين من قبل الأسرة الدولية سيفرض مبدأ التفاوض لأي تعديل على الأرض وسيسمح لفلسطين بالتقدم على الساحة الدولية كدولة كاملة. وكان الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا الذي يقود إحدى الحكومات اليمينية النادرة في أميركا اللاتينية, أكثر تحفظا في اعترافه بدولة فلسطينية, من عدد من جيرانه في المنطقة. وسانتياغو حليفة مقربة من واشنطن لا تميل إلى انتقاد السياسة الأميركية في هذه القضية لكنها تولي في الوقت نفسه اهتماما بمصالح الجالية العربية المقيمة على أراضيها وتضم حوالي 300 ألف شخص جاؤوا من ضمن حركة الهجرة التاريخية إلى المنطقة. كما تضم حوالي ثلاثين ألف يهودي بينهم وزير الداخلية الرجل الثاني في الحكومة رودريغو هينزبيتر.