تحتضن مدينة الرياح ما بين 26 و29 أكتوبر الجاري، فعاليات الدورة 14 لمهرجانها السنوي، الأندلسيات الأطلسية والذي تنظمه جمعية الصويرة موكادور تحت شعار بعمق الدلالات والفكر الصوفي / الفني الراقي "الاستثناء"، وببرمجة دسمة ومتنوعة، تضم 16 حفلا موسيقيا متميزا. ومن بين فقرات الأندلسيات الأطلسية حفل تكريم أحد أعمدة الطرب الاندلسي الأصيل ، وأحد الأسماء المألوفة في هذا المجال، صاحب الصوت القوي، عبد الرحيم الصويري ابن موكادور وسفيرها في الأغنية الأندلسية عبر المغرب والعالم. ومن الفقرات التي ستحظى باهتمام ملفت، ومتميز مشاركة "كورال أندلسيات مدارس موكادور" الذي يضم تلميذات وتلاميذ مجموعة من المؤسسات التعليمية بالصويرة، برئاسة الأستاذ محمد الصديقي الذي تتلمذ في هذا المجال على يد الأستاذ سيدي أحمد الهدري بثانوية أكنسوس، حيث تفتقت موهبته خلال حفلات عيد العرش في مرحلة السبعينات، كما تلقن "الصنايع" على يد سيدي عبد الغني الكتاني، وشذرات من الطرب الأندلسي، ودرس الميزان، وكيف تنطق الصنايع وتنشد… وظل هذا الأستاذ الصادق، صدق حبه للطرب الأندلسي يحمل في دواخله عشق هذا النوع من الطرب الأصيل، الشيء الذي دفعه الى تأسيس فرقة موسيقية للمحافظة على هذا الارث الحضاري والتاريخي الذي كانت تزخر به مدينة الصويرة، وهكذا أسس رفقة الأستاذ يوسف بوسان "أندلسيات مدارس موكادور" تضم تلاميذ المؤسسات التعليمية، وتفرغ حبا لهذا الفن الراقي في تلقين هؤلاء المواهب أصول الطرب الأندلسي وبعض الانصرافات العادية ببرج باب مراكش، حيث ستحظى هذه الفرقة بأول مشاركة لها في مهرجان عالمي يضم ألمع وأجود الفنانين أمثال: أيقونة الموسيقى الأندلسية اليهودية الحبر هايم لوك ، والفنانة رايموند البيضاوية، والفنانة ميرسيدسرويز التي نالت سنة 2015 نجمة الرقص للفلامنكو الاسباني، بالإضافة الى الحضور المميز والوازن لكل من الثنائي الحبر دفيدميناحيم والمغنية الفلسطينية لبنى سلامة، كما تعرف الدورة 14 تكريم أيضا رائدين اثنين في المجال الشعري والانشاد بالصويرة وهما رابي دفيدايفاح ورابي دفيدالقييم، أعضاء فرقة "كورال أندلسيات مدارس موكادور" عبروا عن سعادتهم اللامتناهية وفرحتهم العارمة، بالمشاركة في مهرجان عالمي يضم عمالقة الطرب الأندلسي، حيث عبرت أميمة معية وأمال بنجلالي والادريسي عبد الاله في تصريح، أنهم مستعدون لإبراز كل طاقاتهم وما درسوه على يد أستاذهم محمد الصديقي من أجل تمثيل مدينة الصويرة أحسن تمثيل، والمساهمة في اضفاء نوع من التميز والتفرد علىالدورة 14 من مهرجان الأندلسيات الأطلسية، التي تعتبر بالنسبة اليهم لحظة عشق باذخة وذكرى ستبقى موشومة في دواخلهم يعتزون بها ونبراسا ينير طريق أفقهم للمحافظة على هذا النوع الموسيقي الراقي والجميل. الأستاذ والمبدع يوسف بوسان من خلال كلمة حميمية حول مشاركة تلاميذ كورال أندلسيات مدارس موكادور في هذه الدورة جاء فيها: «فقط، من فضلكم، لحظة إصغاء أندلسية لتلاميذ المدارس. دعوني أقنص عنوان الرواية الرائدة للمبدع المغربي محمد برادة، بعيدا عن الضوضاء، قريبا من السكات، ونحن على بعد يومين من افتتاح الدروة 14 من مهرجان أندلسيات مدينة الصويرة، أقول لكم، فقط، من فضلكم، لحظة إصغاء أندلسية لتلامذة مدارس الصويرة. نعم، هناك عمالقة في هذا الفن سننعم معهم بلحظات استماع واستمتاع استثنائية وربما قد يسافر بنا النغم ولكلمة واللحن دون أن نشعر بالانسياب الزمني ساعات وساعات، لكن رجاء أوقفوا معي عقارب ساعاتكم لدقائق معدودات إصغاء وتواضعا لتلامذة، كما أنصتتم وستنصتون ساعات وساعات للأساتذة. اصغوا لنبض العاشقين. لنبض المولوعين، لرعشة الحالمين، لتلامذة المدارس، لحظة إصغاء أندلسية، في عفويتها وعنفوانها وبراءته، بعيدا عن الضوضاء، قريبا من السكات». هكذا قاد الفنان الصديقي محمد كتيبته الفنية الفتية في صمت ونكران ذات وبصدق وعشق لهذا الفن الذي عز نظيره.