أسقط فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم آخر مدرب أجنبي في البطولة الوطنية بعد إقالته للفرنسي دييغو كارزيتو وتعيين فخر الدين رجحي مكانه، خصوصا بعد التعادل المثير للجدل أمام الوافد الجديد شباب قصبة تادلة، وهو حدث تاريخي لم يشهده الدوري المحلي منذ أزيد منذ سنوات. ويعد هذا ثالث مدرب يشرف على الإدارة التقنية للفريق الأحمر منذ انطلاق البطولة، خصوصا بعد استقالة البرازيلي دوسانطوس لأسباب شخصية، رغم أنه صرح في مناسبات عديدة أن هناك أشخاص داخل المكتب المسير يشوشون على العمل الذي يقوم به، وهو ما اتضح في ما بعد. وكان المغرب التطواني هو الآخر قد أقال مدربه الفرنسي فرانسوا جودار وقام بتنصيب مكانه عزيز العامري، وذلك بسبب سوء النتائج، وقبله النادي القنيطري الذي انفصل عن الأرجنتيني أوسكار فيلوني أكثر المدربين الأجانب تتويجا على الصعيد الوطني وليخلفه مؤقتا مدرب المنتخب الوطني داخل القاعة هشام الدكيك. وعرفت البطولة الوطنية في بداية الموسم خمسة مدربين أجانب موزعين بين أندية الرجاء والوداد البيضاويين، أولمبيك، أسفي، المغرب التطواني والنادي القنيطري، وهي فرق كلها عانت من سوء النتائج رغم الإمكانات المالية والبشرية التي تتوفر عليها باستثناء فارس سبو الذي اصطدمت طموحاته ببعض المشاكل، خاصة تلك التي نجمت بينه وبين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في ما يخص رخصة المدرب. بالمقابل عرفت الأندية الأخرى التي وضعت ثقتها في الأطر المحلية نجاحات غير متوقعة، خصوصا المغرب الفاسي وأولمبيك خريبكة اللذان يحتلان المراتب الأولى، أضف إلى ذلك أولمبيك أسفي الذي جدد العهد رفقة عبد الهادي السكتيوي والرجاء التي استنجدت بإبن الدار محمد فاخر، فتحسنت النتائج وتسلقت المراتب بعدما ضلت الطريق رفقة الفرنسي هنري ميشيل. ويمكن القول أن الفريق الدكالي كان هو الخاسر الأكبر من هذه العملية، خاصة بعد ما تعاقد في بداية هذا الموسم مع المدرب جمال فتحي الذي بصم على مشوار جيد رفقة الكوكب المراكشي والذي افتقد على السرعة النهائية في بطولة السنة الماضية، لكن المدرب السابق للمنتخب الأولمبي لم يكتب له النجاح رفقة فارس دكالة بسبب المشاكل التي يعيشها البيت الجديدي، وليتم تعويضه بالعائد إلى ارض الوطن خالد كرامة الذي حاول قدر الإمكان إعادة الفريق إلى سكة الإنتصارات لكنه تجرع من الكأس التي شرب منها سابقيه ليقدم استقالته في نهاية المطاف قبل أن يتراجع عنها وسط بعض الضمانات التي قدهما المكتب المسير للنادي بتعزيز التركيبة الحالية بعناصر قادرة على إعادة التوازن وخلق أجواء مناسبة للتنافس حول اللقب. نفس الإعصار عاشه فريق الجيش الملكي الذي وضع الثقة في المدرب عزيز العامري الذي لم يستطع أن يعيد للقلعة العسكرية قوتها على الصعيد المحلي والقاري، حيث تحولت تداريب الفريق اليومية إلى مشاداة بينه وبين اللاعبين مما خلق جوا من التنافر بين الطرفين أعقبته نتائج سلبية، وللحد من هذا النزيف تك تغييره بمواطنه محمد مديح العائد من تجربة لم تكن ناجحة بالديار القطرية، ولكن النتائج بقيت تترجح بين الإيجاب والسلب في انتظار المرحلة الثانية من البطولة الوطنية. لكن السؤال المطروح، هو هل تقوى الأندية التي اعتادت التعامل مع الإطار الوطني أن تصمد حتى نهاية البطولة، أم أن بقاء المدربين المحليين رهين بالنتائج، خصوصا بالنسبة للفرق المعروفة والتي غالبا ما يضعف مسئولوها أمام ضغط أنصار ومحبيها؟. فالسنوات الأخيرة أظهرت أن وضع الثقة في المدرب بدأت تجني ثمارها بين بعض الفرق التي لم تعد تعر اهتماما للأطر الأجنبية التي غالبا ما تتعاقد مع أندية بعينها ليس من أجل سواد عيونها، ولكن للهروب من صقيع أوروبا والهروب من الضرائب على الدخل، خاصة أن بعضهم يشترط تأدية رواتبهم ومنحهم بالعملة الصعبة. إذا، فالأطر الوطنية أمامهم فرصة تاريخية من أجل أن يتبثوا عن كفاءاتهم رفقة الأندية التي يشتغلون ضمنها، بدل انتقادهم لبعضهم البعض خلال بعض البرامج التلفزيونية أو الإذاعية.