ناقش فنانون وأكاديميون ونقاد سينمائيون، خلال ندوة نظمت أول أمس الخميس على هامش الدورة الثالثة لمهرجان السعيدية السينمائي، قضايا متصلة بالسينما والصورة، لا سيما من حيث توظيف الصورة الثابتة (الفوتوغرافية) بوصفها تقنية فنية وأسلوبا جماليا في السرد الفيلمي. وتوقف المشاركون في هذه الندوة عند أشكال حضور الصورة الفوتوغرافية في السينما المغربية، لا سيما في أعمال المخرج داوود أولاد السيد. ولاحظ جعفر عقيل، أستاذ الفوتوغرافيا بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، الذي نشط هذا اللقاء، حضورا مكثفا ومتكررا للبورتريه كجنس فوتوغرافي في أفلام داوود أولاد السيد. وقال إن الصورة الثابتة تعد شكلا من أشكال السرد الفيلمي ومكونا من مكوناته، معتبرا أن حضور الصورة الثابتة في المنجز الفيلمي لأولاد السيد يدفع إلى التفكير في الصورة (الثابتة) – بوصفها خادمة للمتوالية السردية – من داخل الصورة (المتحركة). كما لفت إلى أن المخرج أولاد السيد يوظف تقنيات "التقعير"، في المتوالية الفيلمية، موضحا أنه يضع داخل الصور المتحركة لمنجزه الفيلمي صورا فوتوغرافية، في ألبوم أو معلقة على جدران أو ظاهرة على شاشة التلفزة، ما يفتح هذا المنجز على قراءات جمالية متعددة. وشارك في تنشيط هذه الندوة السيناريست والكاتب الميلودي شغموم، والأستاذان سعيد بنكراد وحسن البحراوي من جامعة محمد الخامس بالرباط، وفنانون سينمائيون ومهتمون. وتتنافس على الظفر بجوائز هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية "الأمل للتعايش والتنمية،" الأفلام الطويلة "عائلتي بين أرضين" للمخرجة نادية حارك (المغرب – فرنسا)، و"في بلاد العجائب" لجيهان البحار (المغرب) و"حكايات قريتي" لكريم طرايدية (الجزائر)، و"أحلام واحة" لعزيز الخوادر (المغرب)، و"كرين كارد" لمريام كراوسهوب (هولندا – الولاياتالمتحدةالأمريكية)، و"رحلة خديجة" لطارق الإدريسي (المغرب – هولندا). كما تدخل غمار التباري على جوائز هذه التظاهرة السينمائية الأفلام القصيرة "سيث" لحفيظ ستيتو (بلجيكا)، و"إيما" لهشام الركراكي، و"تكيتا السوليما" لأيوب اليوسفي، و"أزمة" لعبد الإله زيرات، و"البهلوان" لهشام الوالي و"فرصة" لخالد الضواش (المغرب). وتتبارى هذه الأفلام على الظفر بجوائز تقديرية لأحسن إخراج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل وممثلة، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى "الجوهرة الزرقاء" للفيلم الطويل وجائزة "البرتقال" للفيلم القصير. ويرأس لجنة تحكيم هذه الدورة المخرج المغربي محمد اسماعيل. ويطمح المنظمون، من وراء هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي تحمل اسم الناقد السينمائي المرحوم نور الدين قشطي، إلى إشاعة الثقافة السينمائية بالجهة الشرقية ومدينة السعيدية، وربط الجسور خصوصا بين مغاربة العالم وبلدهم، واستثمار السينما كأداة تواصل فعالة في تبليغ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والانخراط في التنمية. وتنظم هذه الدورة، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية يوم غد الموافق ل 27غشت الجاري، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال والمركز السينمائي المغربي ومجلس جهة الشرق وشركة التنمية للسعيدية والمجلس الإقليمي لبركان ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج والمجلس الجهوي للسياحة وجماعة السعيدية وجماعة بركان.