وصف يوسف ماكوري عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية وعضو اللجنة التحضيرية العالمي للمهرجان العالمي للشباب والطلبة الذي عقد بجنوب إفريقيا، «إن الدورة 17 للمهرجان كانت من أفشل الدورات في تاريخ الحركة المهرجانية العالمية منذ تأسيسها في مطلع خمسينيات القرن الماضي». وقال ماكوري الذي كان يتحدث في ندوة صحفية نظمتها أول أمس بالرباط، المنظمات الشبابية والطلابية الديمقراطية التي شاركت في المهرجان، «لقد حصل إجماع بين المشاركين في المهرجان على أن الدورة 17 كانت من أفشل دورات هذا المهرجان»، مشيرا إلى أن هذا هو «الرأي السائد حتى في أوساط الطبقة السياسية بجنوب إفريقيا». واعتبر أن الفشل كان واضحا على المستوى التنظيمي والسياسي. وبخصوص الموقف من قضية الوحدة الترابية للمغرب، أوضح المتحدث نفسه، أن الموقف الرسمي للفدرالية العالمية للشباب الديمقراطي المعروفة اختصارا ب»الويفدي» والحركة المهرجانية العالمية، بهذا الخصوص، عرف تحولا نوعيا وأساسيا بالنسبة للمغرب، حيث أصبحت هذه التنظيمات العالمية تتبنى موقف حل قضية الصحراء في إطار الآلية الأممية، بعدما كانت تقدم الدعم اللامشروط لجبهة البوليساريو، وهو ما وصفه ماكوري ب»انتصار حققته المنظمات الشبابية الديمقراطية والتقدمية المغربية العضو في «الوفدي» والحركة المهرجانية العالمية. وأوضح المتحدث ذاته، أن الاستثناء الذي ميز هذه الدورة التي عقدت في بلد منحاز لأعداء الوحدة الترابية، هو «أحداث العيون» الأخيرة التي خيمت بشكل كبير على المهرجان، مشيرا إلى أن الوفد الشبابي المغربي المشارك في المهرجان بذل جهدا كبيرا من أجل تغيير الصورة النمطية التي ترسخت لدى العديد من التنظيمات الشبابية والطلابية العالمية حول تلك الأحداث، واستطاع تحقيق الهدف المنشود المتمثل في إبراز الصورة الحقيقية لتلك الأحداث عبر مجموعة من وسائط الاتصال التي أثث بها الرواق المغربي الذي كان من أنجح الأروقة في هذه الدورة. من جهته، ذكر لحسن فلاح عضو المكتب الوطني للشبيبة الاستقلالية، ورئيس الوفد الشبابي المغربي المشارك في المهرجان، أنه منذ بداية المهرجان، اتضح أن الوفد المغربي كان غير مرغوب فيه، وتوضح ذلك من خلال ظروف الإقامة ومحاولة الإقصاء المتعمد من حضور حفل الافتتاح، لكن الوفد المغربي، يضيف فلاح، كان إصراره أقوى واستطاع النجاح في مهمته، كما استطاع الوفاء بكل التزاماته اتجاه الجهة المنظمة، عكس العديد من الوفود التي لم تحترم تلك الالتزامات. وفي هذا السياق، أكد الوفد المغربي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة، أنه استطاع أن يخلق الحدث ويحول قضية الصحراء المغربية إلى النقطة المركزية لهذه التظاهرة الشبابية. وأوضحت المنظمات الشبابية والطلابية، أنه «على الرغم من كل المحاولات اليائسة التي قادتها دول ومنظمات معروفة بعدائها التقليدي للمغرب، فإن الوفد المغربي استطاع أن يخلق الحدث ويحول قضية الصحراء المغربية إلى النقطة المركزية للمهرجان وأعلنت هذه المنظمات، في بيان تلي بهذه المناسبة، عن إطلاق مبادرة دولية واسعة لتصحيح مسار الفيدرالية العالمية للشباب الديمقراطي، معربة عن اعتزازها بتشكل تيار عالمي واسع داخل هذه الفيدرالية يرفض تحويلها إلى رهينة بيد جهات تنطلق من مواقف مسبقة في معالجة القضايا الخلافية بين المنظمات والدول الأعضاء، مثمنة، في هذا السياق، استعداد عدد من المنظمات وعزمها تصحيح مسار الفيدرالية خلال مؤتمرها المقبل وبعد أن أدانت الهجمة الإرهابية التي تعرض لها الشباب والطلبة المغاربة، والتي كشفت عن ضيق أفق الحوار لدى الانفصاليين ومسانديهم، عبرت المنظمات الشبابية والطلابية الديمقراطية الوطنية عن اعتزازها بالتضامن الذي أبداه عدد كبير من المنظمات العربية والدولية، وذلك على إثر توقيف الوفد المغربي في اليوم ما قبل الأخير من أيام المهرجان بضغط من شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في خرق سافر لقيم وأعراف الحركة المهرجانية العالمية . ويأتي على رأس هذه المنظمات، حسب البيان، اتحاد الشباب العربي واتحاد الطلاب العرب وشبيبة الحزب الشيوعي الروسي والفيتنامي ووفد دولة فلسطين. وأبرزت هذه المنظمات الجهود التي بذلتها الجالية المغربية وسفارة المملكة بجنوب إفريقيا في مساندتهما للشباب المغربي, وكذا «لدورهما في التعريف بالقضية الوطنية الأولى. وأشادت بالروح الوطنية والانضباط اللذين ميزا الوفد الشبابي المغربي في التعاطي مع مختلف الاستفزازات والتهجمات التي كان عرضة لها، منوهة، بالمناسبة، بالمجهود الجبار الذي تميز به أداء الصحافيين المغاربة الذين واكبوا مختلف أنشطة الوفد وما أبانوا عنه من فعالية خلال كل مراحل هذه التظاهرة . وحيت الاهتمام الذي حظيت به قضية الوحدة الترابية للمملكة من قبل جموع شباب وطلاب العالم الذين حجوا للرواق المغربي طيلة أيام المهرجان ويشار إلى أن الوفد المغربي في هذا المهرجان العالمي, المنعقد من 13 إلى 21 دجنبر الجاري, ضم أعضاء من شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, وشبيبة حزب التقدم والاشتراكية, وشبيبة حزب الاستقلال, وحركة الشباب الديمقراطي التقدمي ويشارك في هذا الحدث الدولي, الذي ينظم منذ سنة 1947 من طرف الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي بتعاون مع المنظمة الدولية للطلبة, أزيد من 17 ألف شاب وشابة من حوالي 140 دولة.