نظم مؤخرا، مجلس الجهة الشرقية، ومؤسسة الجهة الشرقية للتعاون اللامركزي، بمدينة السعيدية، المنتدى الاقتصادي لتشجيع استثمار مغاربة العالم بالجهة الشرقية، وذلك بتنسيق مع مجموعة من الهيئات الدولية المهتمة بالموضوع، خصوصا فرنسا الممولة للمشروع والمتبنية لمضامينه، والممتلكة لخبرة في مجال الاستثمار التي وضعتها رهن إشارة مجلس الجهة. وشهد المنتدى حضورا وازنا لمشاركين من مختلف الدول الأوروبية الثمانية المدعوة من طرف الوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، حجوا من أجل تقديم رؤاهم وتصوراتهم وتقريب وجهات نظرهم للخروج بتوصيات ومشاريع عملية . ويأتي هذا المنتدى الدولي بعد توقيع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وكذا مجلس الاستثمار بجهة الشرق، وولاية جهة الشرق، السنة الفارطة، اتفاقية شراكة من أجل عقد لقاءات ومنتديات بالمنطقة، لإبراز السبل الكفيلة للنهوض بالقطاع الاستثماري لجهة الشرق الذي في حاجة إلى إقلاع اقتصادي حقيقي، خصوصا وأن علاقات قوية ومتينة تربط مستثمرين مغاربة بنظرائهم بالاتحاد الأوروبي من بينهم مستثمرون يعملون بهذه الدول. ويهدف مجلس الجهة من خلال هذه المبادرة التواصل مع الجالية المقيمة بالخارج، وإقناعها بالاستثمار بأرض الوطن بدعم من الدولة التي تسعى لتقوية اقتصادها وتعزيز فرص الشغل والتخفيف من أزمة البطالة بين الشباب لاسيما حاملي الشهادات. وتعد الدولة المستثمرين المغاربة بكل التسهيلات في الخدمات من أجل التفكير في إنشاء شركات تعود بالنفع على أبناء المنطقة الذين في حاجة إلى مناصب شغل لإبراز قدراتهم وطاقاتهم، فضلا عن استقرارهم في بلدهم، عوض التفكير في الهجرة إلى الخارج، التي ما فتئ كل شباب المنطقة يرحبون بها ويضعونها على رأس أولوياتهم، بعد يأسهم من إيجاد عمل قار يضمن كرامتهم ومصدر قوتهم اليومي. وعرف المنتدى مشاركة العديد من الفاعلين في القطاع الاقتصادي، وكذا المؤسسات الدولية، والمنتخبين، علاوة عن جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب حضور كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وكذا وزير المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، إضافة إلى والي الجهة الشرقية ورئيس الجهة، ومنتخبي المنطقة، على اعتبارهم فاعلين أساسيين في توفير أرضية خصبة لاستقطاب مستثمرين أجانب ومغاربة على الخصوص من أبناء المنطقة الذين يتواجدون بالديار الأوروبية. وناقش الملتقى مجموعة من المحاور من قبيل: مغاربة العالم وتشجيع الاستثمار، واستراتيجية تشجيع الاستثمار بمنطقة الشرق، وكذا عرض حول الاستثمار، إضافة إلى آليات دعم الاستثمار. وتميز الملتقى بتدخلات المشاركين من خلال طرح وجهات نظرهم، من بينهم لمتحدث باسم مغاربة الخارج، والمدير العام للوكالة الشرقية، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، إضافة إلى الرئيس التنفيذي للخبرة الفرنسية. وجدير بالإشارة أن 30 في المائة من المغاربة القاطنين بالجهة الشرقية موجودون بدول الاتحاد الأوروبي، الشيء الذي دفع مسؤولي الجهة للمبادرة إلى دعوتهم بالدخول إلى المغرب، ومساعدتهم في خلق مشاريع اقتصادية كبرى، تعود بالنفع على أبناء المنطقة الذين في حاجة إلى مثل هذه المشاريع والخبرات التي استقاها المغاربة من تجاربهم بدول المهجر.