يعرف الموسم الفلاحي الحالي بإقليمبرشيد على غرار الأقاليم الأخرى لجهة الدارالبيضاء-سطات، ظروفا مناخية صعبة تجلت في تأخر وقلة التساقطات المطرية حيث، لم تتجاوز 96 ملم أي بعجز يقدر ب 66 % مقارنة مع سنة عادية. وكان لهذه الظروف الغير الملائمة انعكاسات سلبية على النمو الطبيعي لجل المزروعات وخاصة الزراعات الخريفية من حبوب وقطاني. وكذلك على الغطاء النباتي بالمراعي والأراضي المستريحة التي توفر الكلأ للماشية. فضلا، عن النقص الحاصل على مستوى الفرشة المائية بهذا الاقليم. ولتقريب القارئ من الوضعية الراهنة للقطاع ومن التدابير المتخذة من طرف وزارة الفلاحة على مستوى إقليمبرشيد أكد سعد حسان زغلول المدير الإقليمي للفلاحة ببرشيد في تصريح ل"برلمان.كوم" أن المساحة المزروعة برسم هذا الموسم من الحبوب الخريفية قد بلغت ما يناهز 102.000 هكتار. يمكن تصنيف حالتها بالضعيفة إلى ضائعة على العموم. أما فيما يتعلق بالخضروات والأشجار المثمرة والزراعات الكلئية التي تتواجد بالأراضي المسقية، والتي لا تتجاوز 10 % من المساحة الصالحة للزراعة، فحالتها جيدة وتبشر بإنتاج جيد. ويبقى الأمل إذا سجلت تساقطات مطرية خلال شهري مارس وأبريل، إن شاء الله، فستنعش وتتحسن الوضعية خاصة فيما يخص توفير الكلأ للماشية وإنعاش الفرشة المائية وتشجع كذلك الفلاحين على مباشرة الزراعات الربيعية. وأوضح زغلول، في ذات التصريح أنه من بين التدابير التي أعطيت انطلاقتها على مستوى إقليمبرشيد في إطار البرنامج الاستثنائي الذي أعدته الحكومة لدعم القطاع الفلاحي والحد من تداعيات قلة التساقطات المطرية هو التسريع بتعويض الفلاحين المنخرطين بنظام التأمين الفلاحي المتعدد المخاطر المناخية. حيث، بلغت المساحة المؤمنة لزراعات الحبوب والقطاني الغذائية بالإقليم حوالي28.500 هكتار همت ما يفوق 3700 فلاح وتزويد الإقليم بالأعلاف المدعمة لحماية الماشية والحفاظ عليها. حيث، خصص لإقليمبرشيد 80.000 قنطار من الشعير المدعم و20.000 قنطار من الأعلاف المركبة خلال الفترة مابين فبراير و يونيو و ستباع لفائدة مربي الماشية بثمن 2 دراهم للكيلوغرام. مع العلم، أن الدولة تتحمل الفرق بين ثمن التكلفة وثمن بيعه للمستفيدين، عبر عدة شبابيك مفتوحة، وتتحمل كذلك مصاريف نقله. واعتبر المدير الإقليمي للفلاحة ان هذه العملية، ستساهم لامحالة في استقرار أثمنة الأعلاف بصفة عامة وبالتالي استقرار أثمان بيع المواشي بالأسواق.بالإقليم هذا بالإضافة الى تكثيف حملات تلقيح قطيع الماشية التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ضد الأمراض الحيوانية المعدية وتلك التي لها تأثير اقتصادي وذلك لفائدة 370.000 رأس من الأغنام و125.000 رأس من الأبقار. وفيما يتعلق بتوفير مياه السقي للماشية والحد من اثار الجفاف فقد ذكر سعد حسان زغلولانه من بين التدابير المتخذة حفر وتجهيز عدة نقط للماء وتوزيع صهاريج لسقي الماشية حتى يمكن المساهمة في الحد من تدهور الوضع ميدانيا وتحافظ على الرصيد الحيواني والنباتي مع العلم أنه بفضل حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله فإن القطاع الفلاحي بكل مكوناته قادر إن شاء الله على حسن تدبير وتجاوز هذه الأزمة .