استيقظ معطي منجيب هذا الصباح ، فقرر فجأة أنه يحتاج للعلاج، و العلاج العجيب المعقد الوحيد يتواجد بفرنسا ! قد نظن أن سبب هذا القرار المفاجئ هو وعكة صحية ، لكننا رأيناه عبر مقطع مصور يتحدث بكل طلاقة و أريحية . و قد نظن أنه قد زاره في منامه شيخ بطاقية، ألزمه بضرورة السفر كي يضع شموعا أو يذبح قربانا لطرد لعنته الحالية ! و لعلها مكالمة هاتفية أخبرته بضرورة السير في مجريات دعوى قضائية دولية . لا نعلم حقيقة ما وقع لعزيزنا المعطي ، كي يقرر فجأة أن يوضب حقيبته و يلبس كوستيمه الكاكي و يتوجه إلى مطار الرباط-سلا حيث لاقى رفاقه ، و صور مقطعا مصورا يحدثنا من خلاله عن ضرورة سفره لفرنسا و عن أمراضه و ترياقه السحري ، الذي لا يوجد بالمغرب و لا يدخل إليه ، لا جوا و لا برا و لا بحرا ، و هي وصفة سحرية لا يلمسها إنس و لا جان ... و إلا لكان أحضرها محاميه الفرنسي الذي هل علينا منذ بضعة أيام ، ليتحفنا بقصيدة نثرية حول الديمقراطية و الحقوق و الحريات ، و ليتنقد نظامنا و يهددنا في عقر دارنا بالضغط ، مشهرا جنسية المعطي الفرنسية ! يعلم معطي منجيب و رفاقه تمام العلم و يعرفون تمام المعرفة أن المعطي ممنوع من السفر بأمر قضائي ، لا دخل للأجهزة الأمنية به أو فيه ، و إن كان قد أخبر قاضي التحقيق في وقت سابق بضرورة سفره ... فهل حظي بالموافقة على ذلك ؟ و قد سحب منه جواز سفره المغربي ، فقام باستصدار جواز سفر فرنسي ، ظنا منه أن قرار منعه من مغادرة التراب الوطني مرتبط بلون جواز السفر ! فهل هو غباء أم هو إستغباء ... لنا أن نتسائل !! بعض وقت قصير ، أتحفنا المعطي منجيب بفيديو مصور آخر ، يتكلم من خلاله عن صدمته ، و يشهد الطيور و الطبيعة و فراشات الحقول على أنه يتعرض للتضييق ، و أن حالته الصحية حرجة و أنه يجب أن يستفيد من تغطية زوجته الصحية ، و أن حالته المادية ضعيفة و أن الدولة لم تترك له شيئا إذ حجزت كل ما يملك . و هنا لنا أن نسأل المعطي : واااااا سي المعطي ... لم لا تأتي زوجتك لعندك ؟ لما لا ترسل لك المال الذي يلزمك ؟ لما لا ترسل لك دوائك ؟ لم تريد أن تكون إستثناء ، فتصنع لنا زوبعة في فنجان ؟ هل هو ملل أم هو سعار ؟ أم هو اغتنام لبروز استئناف قضية سليمان الريسوني ، التي لم تعد تشفي غليلك ، إذ حضر هذا الأخير إلى محاكمته بعد أن اهتدى لصوت العقل بعيدا عن ما قمت ببثه من أفكار سامة كادت أن تؤدي به إلى نهايته ، إذ اعتبرك مثالا ... و أي مثال ! و لأنك لم تعد تستفيد من مضمون القضية ، فقد كان لزاما عليك أن تستفيد على الأقل من توقيتها ! فيا أيها المعطي ... أنت متابع قضائيا بالمغرب و ستحاكم بالمغرب ، و قد قال القضاء كلمته بالنسبة لمنعك من مغادرة التراب الوطني ، و لتكن فرنسيا أو برتقيزيا فأنت تحمل جنسية مغربية هي التي صنعت أهميتك بالنسبة لمن يحاولون استعمالك ضد وطنك ، و هو استعمال مؤدى عنه و الدليل هو ملايين الدراهم التي مولت بها شرائك لأملاكك التي أضحت الآن محجوزة بقوة القضاء . و لأنك مغربي فسيسري عليك ما يسري على عموم الشعب و هو تطبيق للقانون بعيدا عن السياسة و الساسة و التسييس. أما في ما يتعلق بإضرابك عن الطعام ، فلك الحق في تجويع نفسك أو تسمينها ، و لعله خير ، فالصيام صحة و لعله يكون علاجك فتقوم صحيحا معافى ! و آخر القول : لا إستثناء موجود و لا ضغط مقبول ... و ما يدوم غير المعقول !!