على بعد دقائق من انطلاق جلسة انتخاب رئيس ومكتب جهة كلميم-وادنون والتي يتنافس عليها مرشحان وهما امباركة بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحمد أبودرار عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أقدم المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بكلميم- وادنون والمستشار البرلماني السابق عبد الوهاب بلفقيه على محاولة انتحار مثيرة طرحت الكثير من الأسئلة حول الأسباب المؤيدة لها، ويتواجد على إثرها حاليا في حالة وصفت بأنها بين الحياة والموت. ويعتبر عبد الوهاب بلفقيه أحد السياسيين البارزين بمنطقة وادنون، ورغم أنه لا يتوفر على أي شهادة أكاديمية، إلا أنه سبق وتقلد مجموعة من المهام كان آخرها مستشارا برلمانيا ونائبا لرئيس جهة كلميم- وادنون، ومكن خلال الانتخابات الأخيرة حزب الأصالة والمعاصرة التي خاضها بلونه بعد مغادرة سفينة الاتحاد الاشتراكي، من الظفر بخمسة مقاعد برلمانية والفوز بمجموعة من الجماعات كسابقة في تاريخ حزب "البام". وترشح بلفقيه لنيل منصب رئاسة جهة كلميم-واد نون باسم حزب الأصالة والمعاصرة، حيث كان فوزه به مؤكدا نظرا لتوفره على الأغلبية بسبب نجاحه في خلق تحالفات مع الأحزاب الأخرى، قبل أن يسحب منه الحزب التزكية مما شكل له ضربة موجعة، قرر بسببها اعتزال السياسة، وهو ما صرح به في بلاغ له مشيرا فيه إلى أنه تعرض للغدر من أناس وثق فيهم. عبد الوهاب بلفقيه قيادي بارز في حزب الاتحاد الاشتراكي، وشغل أيضا مهام رئيس جماعة كلميم، وقد كان بطل البلوكاج الذي عرفته الجهة بعد انتخابات 2015 حينما تولى عبد الرحيم بوعيدة منصب رئاسة جهة كلميم-وادنون، بحيث دخل في صراع معه مجيشا حلفاءه إلى أن تدخلت وزارة الداخلية وعينت لجنة خاصة يترأسها والي الجهة عهد إليها بتصريف أمور المجلس الجارية خلال مدة التوقيف، إلى حين انتخاب امباركة بوعيدة رئيسة للمجلس بدعم من بلفقيه، وإزاحة عبد الرحيم بوعيدة من منصبه. ويعتبر بلفقيه من الشخصيات المثيرة للجدل بمنطقة كلميم- وادنون، حيث يتابع في ملفات فساد كثيرة وثقيلة أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، لمحاكمته رفقة 10 متهمين آخرين، من أجل تهمة تزوير وثائق ومحررات عرفية ورسمية واستعمالها في السطو على عقارات الغير بإقليم كلميم.