نشر بيرنارد لوغان وهو مؤرخ فرنسي متخصص في الشؤون الأفريقية، أمس الأربعاء، افتتاحية بالمجلة الشهرية "L'Afrique réelle" ناقش فيها انهيار العلاقات الدبلوماسية بين الرباطوالجزائر، حيث اعتبر الخلاف بين البلدين "سياسي، لكنه أيضًا تاريخي – نفسي" لأربعة أسباب رئيسية. ومن بين هذه الأسباب حسب بيرنارد لوغان، غيرة الجزائر من المغرب ومن تاريخه الممتد لأزيد من 1200 عام وامتداد إمبراطورياتها في أوقات معينة عبر المغرب العربي وجزء من إسبانيا وحتى تمبكتو، إضافة أيضا أن القادة الجزائريون لا يريدون الاعتراف بأنهم ورثوا عن فرنسا تاريخياً أراضٍ مغربية مثل توات والساورة وتيديكلت والكورارة ومنطقة تندوف. وأشار أيضا بيرنارد في افتتاحيته، بأن الجزائر تشعر بأنها "غير ساحلية" في هذا البحر المغلق الذي هو البحر الأبيض المتوسط ولا يمكنها تحمل حقيقة أن المغرب بأقاليمه الصحراوية يتمتع بواجهة بحرية محيطية هائلة، كما أنه يمكن للتوتر مع المغرب أن يجعل من الممكن إبطاء نزيف الدول التي تسحب اعترافها بجمهورية البوليساريو الوهمية. والسبب الرابع حسب ذات المتحدث، هو أن الجزائر تمر بأزمة اقتصادية وسياسية ومؤسساتية وأزمة هوية عميقة للغاية، لذا فالنظام يحاول كسب الإجماع الوطني عليه من خلال اللجوء كعادته إلى البحث عن كبش فداء يحمله مسؤولية فشله كفرنسا والمغرب، بيد أنه ولأسباب مختلفة فالجزائر بحاجة إلى فرنسا، لذلك يبقى أمامها دائما المغرب لتعلق عليه فشلها. وتمنى بيرنارد لوغان في ختام افتتاحيته ألا تؤدي سياسة الاندفاع المتهور للنظام الجزائري إلى حرب رمال أخرى.