أكدت يومية "Libération" الفرنسية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن النظام الجزائري "اليائس والضعيف على الجبهة الداخلية"، يبحث عن "كبش فداء" من خلال قراره الأحادي الجانب القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية". وأبرزت الصحيفة، في مقال تحليلي تحت عنوان "الجزائر-المغرب: توترات جديدة على منافسات قديمة"، أن "الحكومة الجزائرية تعرضت لانتقادات عديدة بسبب تدبيرها للحرائق بمنطقة القبايل والتي كشفت عن ضعف النظام. وأوضحت الصحيفة، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لايحضى بالشرعية بعدما تم انتخابه في انتخابات عرفت امتناعا قياسيا عن التصويت، كما جعله يبحث عن كبش فداء يعلق عليه كل هاته الأمور. وشدد الأستاذ بجامعة فاس كمال قجة، في تحليله ليومية "ليبراسيون"، على أن "النظام الجزائري بتصعيده ضد المغرب يسعى إلى الهروب من أزماته المتعددة بمحاولة صرف انتباه الرأي العام الجزائري عن التحديات الحقيقية التي يتعين عليه رفعها". وأبرز الباحث وأستاذ التاريخ الفرنسي بير فيرميرين، أن الجزائر تشوه سمعة نفسها بنفسها، وحقيقة أن جو بايدن صادق على اعتراف الولاياتالمتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، وعودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وكذلك العودة إلى الاتحاد الافريقي، تسمح للمملكة المغربية بالحصول على دعم جديد، ربما هذه الأمور لم تروق جنرات النظام الجزائري البائس. وفيما يتعلق بعواقب هذا القطيعة الديبلوماسية بالنسبة للمغرب، أكد بير فيرميرين، أن المغرب "له الدور الجميل" لأنه يعرف جيداً أن النظام الجزائري هش و في مأزق". وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أعلن في مؤتمر صحفي أن بلاده قررت قطع العلاقات مع المغرب بداية من أول أمس الثلاثاء، قبل ان ترد عليه الدبلوماسية المغربية ببلاغ أكدت من خلاله أن المغرب "يعرب عن أسفه لقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، واصفتا هذا القرار بأنه "غير مبرر تماما"، وأنه متوقع بالنظر لما سمته منطق التصعيد المسجل خلال الفترة الأخيرة.