كشفت قناة "صوت ألمانيا -DW " السيناريوهات المحتملة حول فشل جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني وهزيمته المأساوية في أفغانستان، والذي وضع الحكومة الألمانية في موقف حرج جعلها عاجزة عن تقديم تفسيرات بهذا الشأن، خصوصا وأن وزير الخارجية بالبلاد هايكو ماس، كان قد صرح من قبل أن "طالبان ستمسك الصولجان في يدها في غضون أسابيع قليلة"، وهو ما بدا بأن تشخيصه كان يعتمد أيضاً أو بالأساس على معلومات من هيئة الاستخبارات الإتحادية الألمانية. تعريض القوات الألمانية والسفارة للخطر أفادت القناة الألمانية "DW "، أنه قد جرى إبلاغ الحكومة الإتحادية بانتظام عن الوضع الأمني العام من قبل هيئة الاستخبارات الإتحادية، والمكتب الاتحادي لحماية الدستور (BfV) ودائرة مكافحة التجسس العسكري (MAD)، وتعتبر هذه التقارير ذات أهمية خاصة لقوات الجيش الألماني التي في مهمات خارجية، وكذلك لموظفي السفارات الألمانية، بما في ذلك الموظفون المحليون، لكن من الواضح أن أجهزة الاستخبارات الإتحادية، وخاصة هيئة الاستخبارات الإتحادية الألمانية (BND)، قد تغاضت بشكل تام عن حقيقة أنها قد تجد نفسها في خطر شديد في أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية، والدليل على ذلك إجراءات الإنقاذ والإجلاء المحمومة في مطار كابول، يضيف المصدر. وفي هذا الإطار، أشار المصدر ذاته، إلى أن وزير الخارجية الألماني" اعترف قائلا "لا يوجد شيء يمكن إخفائه"، حيث دعا كلا من الاشتراكيين الديمقراطيين والحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى طرح أسئلة نقدية"، مضيفا أن عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أولي غروتش دعا هيئة الرقابة البرلمانية التي تسهر على مراقبة نشاطات الأجهزة الاستخباراتية، والتي هو عضو فيها، إلى عقد اجتماع خاص وفوري. وقال: "الحكومة الفيدرالية وأجهزة المخابرات وشركاؤنا الدوليون أخطأوا في تقدير الوضع حول انسحاب القوات" من أفغانستان". موظف سابق بهيئة الاستخبارات الاتحادية الألمانية يقدم الإجابة قال المصدر المذكور، إن الموظف السابق بهيئة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) ، غيرهارد كونراد أعطى إجابة بعد فترة وجيزة من وصول طالبان إلى السلطة عبر تلفزيون القناة الألمانية الأولي (ARD)مؤكدا بأنه يجب أن تكون الخدمات الاستخباراتية في الموقع من خلال عدد كبير من الأفراد، وهو ما لم يعد كما هو معروف في أفغانستان. وأضاف كونراد قائلا: "عليك أن تعرف تحركات الخصم، طالبان كما على القوات أن تعرف أيضاً نوايا الحكومة"، حيث أبدى شكه في هيئة الاستخبارات الإتحادية في أن أياً من هذين الأمرين قد حدثا في أفغانستان. وفي هذا السياق، أبرزت القناة أن جهاز الاستخبارات الذي كان ينتمي له كونراد، قد فشل في القيام بذلك على أكمل وجه، مشيرة إلى أن الرأي ذاته يشاطره السياسي اليساري أندريه هان والذي اتهم هيئة الاستخبارات الاتحادية بالفشل التام في تصريح خص به DW بأنه أي الجهاز لم يكن لديه أي فكرة عن السرعة التي ستسيطر بها طالبان على السلطة في كابول بعد انسحاب القوات، اذ قال "ربما اعتمدت هيئة الاستخبارات الإتحادية الألمانية بالكامل على المعلومات الواردة من الاستخبارات الأمريكية"، مردفا "ما كانوا ليروا التطورات الدراماتيكية ولم يكن بإمكانهم تقديم أي معلومات استخباراتية في هذا الشأن بعد انسحاب الأمريكيين من أفغانستان". ما فائدة مثل هذه الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية؟ وبخصوص الفائدة من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية، أوضحت القناة أن "النتائج التي توصلت إليها هيئة الاستخبارات الإتحادية الألمانية محض هراء!"، كما يقول هان ساخطا ومتسائلا عن الفائدة من هذه الأجهزة: "ما الحاجة إلى مثل هذه الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية؟". ونقلت القناة عن صحيفة "نيويورك تايمز" ، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد حذرت بالفعل من انتصار سريع لطالبان في يوليو الماضي. لكن لم يكن هناك تأكيد رسمي من الحكومة الأمريكية. مجال ضئيل للحكومة الألمانية من أجل للمناورة وأوضحت القناة ذاتها، أنه حسب يان كوهلر، الخبير في الشأن الأفغاني فإنه لا يمكن الحكم على ما إذا كانت الحكومة الألمانية قد تصرفت بسذاجة بناءً على تقييمات أجرتها أجهزة الاستخبارات، لكنه لا يعتقد أن الحكومة والقوات الألمانية كان لديهم مجال كبير للمناورة، فهذه أمور بدأت في واشنطن. عواقب محتملة على أنغيلا ميركل سيتعين على ميركل، حسب المصدر، تحمل المسؤولية السياسية عن فشل الأجهزة الاستخبارات في أفغانستان خلال فترة ولايتها، لأن هيئة ال (BND) المذكورة أعلاه، تقع تحت مسؤولية مكتب المستشارة، وما التي ما زالت تتمتع بصلاحية التوجيه للحكومة الإتحادية بأكملها.