أن تكون فايسبوكيا كونيا، مثلما تصبو إليه فتيحة أعرور، عليك أولا التحلي بالمثالب وإنكار المناقب، والتدثر بفحش التدوين والنأي عن حسن الكلام، كما ينبغي لك ثانيا أن تنخرط في فيالق "chair à canon" أو كتيبة المنذورين "للتترس" و"التخماس" نيابة عن الفرنسيين في ساحات الخيانة للوطن. فصاحبة النضال الرومانسي أو مشتل النضال الوردي في مقالة "أن تكون مناضلا كونيا"، انبرت هذه الأيام تستعرض العمالة بالمناولة، وتسرف في تدوينات الخيانة بدون عائد، علّها تظفر بشرف "التدنيس" نيابة عن الطهرانية التي تحتفظ بها لأسيادها الفرنسيين!!. فقابلية أعرور للعمالة، وتطوعها اللاإرادي لحمل معول الفرنسيين، جعلاها تتلقف كل منشور يسيء للمغرب لإعادة تحويره ونشره بمعية فؤاد عبد المومني بكثير من التشفي والحقد والدونية، في محاكاة مجازية "لناعورة فايسبوكية" تجرها دابتين، إحداهما من فصيلة الدواب الهجينة والثانية من جنس الدواب الأكثر شيوعا في جنوبفرنسا. فصاحبة "النضال الكوني" باتت تؤمن هذه الأيام حد اليقين بما تكتبه لوموند وميديا بارت وائتلاف القصص الممنوعة وأمنستي أنترناشيونال، بل إنها تنصّلت من كل القراءات الديكارتية المشككة التي اعتادت التعامل بها في قضايا المغرب الرسمي وغير الرسمي، وتسلحت كبديل عن ذلك بسجى الإيمان الأورتودكسي الذي يتزلف به القسيس إلى الرّب في أسفار الإنجيل. فما تقوله لوموند في حق المغرب هو الحق ولو كان مجرد تكهنات! وما تكتبه ميديا بارت من استيهامات تليق بالمغرب وتصدح بحاله. فالصحافة الفرنسية لا تكذب حتى وإن تورطت بالأمس القريب في النصب والاحتيال والابتزاز! بل أكثر من ذلك، تجتهد فتيحة أعرور ومعها فؤاد عبد المومني في تلخيص وترجمة كلام الصحافة الفرنسية إلى "عامية الفايسبوك"، لضمان النشر على أوسع نطاق من جهة، ولئلا يحمل الفرنسيون وزر السب والقذف الذي قد يدنس رضاب لسانهم، بيد أن لسانها الفايسبوكي متفرغ ومسخر ومؤجر لمهاجمة المغرب. من المؤسف أن تتلمس فتيحة أعرور نضالها في شاشة حاسوبها. فانعكاس المرآة يجعل من القط فهدا، ومن الضبع أسدا، ومن الجرذان مناضلين خونة لا يستنكفون عن مهاجمة المغرب بأراجيف لم يثبتها أحد، بمن فيهم لوموند نفسها، بينما تجد فؤاد عبد المومني والمعطي منجب وفتيحة أعرور ينضحون بأكثر مما ينشده أصحاب المؤامرة. إنها عينة ممن يتزلفون الوصال الفرنسي على مذبح الكراهية للوطن.