استحسن فاعلون سياسيون بجهة مراكش تانسيفت الحوز الخطة التي انتهجها حزب الأصالة والمعاصرة بعودته إلى أصوله الحزبية، وطلبه لخدمات القيادي السابق بقواعده؛ حميد نرجس. واعتبر المهتمون بالشأن السياسي في المنطقة هذه المبادرة أولى تمار الإصلاحات التي أصبح عبد اللطيف وهبي مطالبا بها في المرحلة الحالية؛ كي يصحح أوضاع الأوراق المبعثرة للحزب في عدة مناطق وجهات. وإذا كان لا يفصل عن الحسم في وكيل لائحة الرحامنة إلا ساعات معدودة فإن عودة القيادي السابق حميد نرجس إلى قواعده الحزبية أصبحت شبه مؤكدة، علما أنه يعتبر واحدا من أبرز المؤسسين الذين غادروا حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2011، لأسباب يمكن تلخيصها في تيهان خطوات الحزب في مرحلة من تاريخه، أثناء فترة تسييره من طرف إلياس العماري وخلفه حكيم بنشماش. ويشهد للقيادي العائد حميد نرجس، الذي فضل متابعة أحوال الحزب من بعيد، بالكاريزمية والكفاءة وحسن الأداء طيلة فترة ترؤسه لجهة مراكش تانسيفت. كما يشهد له بحسن تدبيره لشؤون الحزب كمنسق له بنفس الجهة. وأثناء المرحلة السياسية والذهبية لحزب الأصالة والمعاصرة بين سنتي 2009 و2011، أعطى نرجس المثال في إتقانه للعمل الميداني في منطقة الرحامنة التي ظل يتحرك في جهاتها الأربع، معتمدا على خبرته المعرفية وعلى مرجعياته التنموية في مجالات متعددة. وإذا كان الرأي العام المحلي بالرحامنة قد استبشر خيرا بعودة الحزب إلى واحد من أبرز مؤسسيه وقيادييه، فإن المؤكد أن رحلة الإصلاح الهيكلي لا يجب أن تتوقف عند هذه المبادرة، بل من المستحسن اعتبارها أول مؤشرات النوايا الحسنة في الإصلاح التي قد يعبر عنها المحامي عبد اللطيف وهبي الذي ينتظره وقت ضيق وجهود كثيرة في إعادة ترتيب البيت الداخلي وإصلاح ما يجب إصلاحه.