من المنتظر أن تستمر موجة البرد القارس التي يعرفها المغرب منذ يوم الأربعاء الماضي إلى غاية نهاية الأسبوع، حيث عرفت عدة مناطق بالمملكة تساقطات ثلجية، وانخفاضا كبيرا في درجات الحرارة. وارتباطا بموجة البرد والجليد، أضحى سكان العديد من المناطق الجبلية، بالأطلسين الكبير والمتوسط والريف يعيشون على إيقاع الخوف من تداعياتها وتأثيراتها السلبية، سواء على السكان أو المواشي. و أعادت إلى الواجهة موجة البرد هذه مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالبنى التحتية في هذه المناطق، من بينها «انعدام» التجهيزات الأساسية، خاصة الطبية منها ببعض المراكز القروية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة، إلى جانب غلاء حطب التدفئة وعدم تمكن العديد من الأسر المعوزة من الحصول عليه.فهل سيتم تكرار نفس مآسي السنوات الماضية؟ ولمواجهة آثار البرد بهذه المناطق أعدت الحكومة ما أسمته بالمخطط الوطني لمواجهة آثار موجة البرد، إلا أن هذا المخطط لم يتمكن من حماية هذه المناطق من البرد القارس بالشكل المطلوب، إذ لازالت العديد من المناطق الجبلية تئن تحت وطئة الصقيع مع حلول كل فصل شتاء. وسبق للحكومة أن أكدت أنها رفعت من عدد الأقاليم المشمولة بالمخطط الوطني لمواجهة الآثار السلبية لموجة البرد من 22 إلى 27 إقليما خلال الموسم الشتوي الماضي. مشيرة إلى أنها تواصل تنفيذ المخطط الوطني للتخفيف من آثار البرد بالمناطق الجبلية، عن طريق اتخاذ جملة من التدابير أبرزها إعداد برنامج لفتح الطرق والمسالك المغلقة بسبب تهاطل الثلوج، عبر تعبئة عدد من الآليات المختصة بإزاحة الثلوج، إلى جانب إعداد برنامج لتوزيع المؤن الغذائية والأغطية على الأسر المتواجدة في الدواوير المعزولة والمناطق الأكثر تضررا. ويعتمد المخطط، وفق ما سيق أن صرح به وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، على تدابير تروم مساعدة السكان المتضررين من خلال تفعيل مركز للقيادة واليقظة على مستوى الوزارة من أجل تتبع تطور الوضع وتنسيق عمليات التدخل، وتفعيل اللجان الإقليمية لليقظة والتتبع والتقييم المستمر للوضعية الميدانية، وضمان التموين العادي للمناطق المعنية بالمواد الأساسية الضرورية وبمختلف وسائل التدفئة، والسهر على توفير وتوزيع العلف للماشية. ومن ضمن التدابير الأخرى التي يعتمد عليها المخطط، وفق لفتيت، تعبئة الآليات التابعة لمصالح الدولة أو في ملك الخواص المتواجدة بالقرب من المسالك المهددة بالانقطاع من أجل فك العزلة وكذا مواصلة أشغال ربط الدواوير بالشبكة الهاتفية، بالإضافة إلى تأمين التدخل الفوري بواسطة مروحيات الإسعاف التابعة للدرك الملكي ووزارة الصحة لإنقاذ السكان المتواجدين في حالات حرجة واستعجالية كالنساء الحوامل، فضلا عن التكفل بإيواء الأشخاص المتضررين داخل وحدات استقبال آمنة، من أجل حمايتهم من تداعيات موجة البرد، وتقديم الخدمات الضرورية لهم من إطعام وتطبيب.