أكد مركز التفكير المكسيكي "نيجماروك" أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس للأمة بمناسبة عيد العرش، جاء ليؤكد ويسرع مسلسل التنمية الرامي إلى تحديث المملكة، في ظرفية تتسم بتفشي وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز رئيس المركز، محمد بادين اليطيوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العدالة الاجتماعية والحكامة الجيدة من خلال رصد أفضل للموارد المالية توجدان في صلب هذا الطموح الملكي. وأشار اليطيوي إلى أن الملك أكد، في خطابه السامي، وفي ظل هذه الظرفية العصيبة، على ضرورة تحديث نظام حكامة القطاع العام لجعله أكثر فعالية ونجاعة من أجل معالجة الاختلالات الهيكلية للمؤسسات والمقاولات العمومية، وضمان أكبر قدر من التكامل والانسجام في مهامها. وأضاف الأستاذ الجامعي أن الملك أوصى، في هذا الصدد، بإحداث وكالة وطنية تسهر على التدبير الاستراتيجي لمختلف مساهمات الدولة ومتابعة عمل مختلف المؤسسات العمومية. وتابع رئيس مركز أبحاث العولمة، ومقره مدينة بويبلا، بوسط المكسيك، أن الملك شدد على أن الاستثمار العام سيكون أحد المرتكزات الأساسية للدفع بعجلة الاقتصاد، وهو ما يتجلى في وضع مخطط للانتعاش الاقتصادي بقيمة 120 مليار درهم، أي ما يعادل 11 في المائة من الناتج المحلي الخام، من أجل دعم القطاعات الانتاجية. ويرى رئيس مركز التفكير المكسيكي أن الملك يبتغي إرساء ثقافة النتائج داخل الإدارة العمومية من أجل تلبية انتظارات المواطنين، مشيرا إلى أن الهدف بات هو الارتقاء بالبلاد في مصاف الدول الصاعدة من خلال حكامة أكثر فعالية تقوم على ربط المسؤولية بالمحاسبة والتقييم المنتظم للسياسات العمومية. وشدد اليطيوي على أن تجديد الملك الدعوة إلى إطلاق عملية حازمة لتعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة، خلال الخمس سنوات المقبلة، ابتداء من يناير 2021، وفق برنامج عمل مضبوط، بدءا بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، والتعويضات العائلية، قبل توسيعه، ليشمل التقاعد والتعويض عن فقدان العمل، يشهد على الأولوية التي ما فتئ الملك يوليها للشأن الاجتماعي، مشيرا إلى أن الرهان كبير ويمكن أن يفضي إلى عقد اجتماعي جديد.