تسبب فيلم وثائقي تم بثه، أمس الثلاثاء، على قناتي “LCP” (قناة برلمانية) و “France 5” الفرنسيتين، في غضب الشارع الجزائري، الأمر الذي دفع بوزارة الخارجية الجزائرية لاستدعاء سفيرها في باريس صلاح لبديوي “للتشاور”، كتعبير عن احتجاجها. وأكد موقع “جون أفريك”، أن وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت اليوم الأربعاء، بيانا قالت من خلاله: استدعت الجزائر “على الفور” سفيرها في باريس صلاح لبديوي لإجراء “مشاورات”، بسبب بث فيلمين وثائقيين في فرنسا حيث “شنا هجوما على الشعب الجزائري ومؤسساته”. وحسب المصدر ذاته، فقد، خصصت كل من قناة “La Chaîne Parlementaire) “LCP) و قناة “France 5″، وهما قناتان عموميتان، أمس الثلاثاء أمسية خاصة عن الحراك، أو الحركة الشعبية بالجزائر التي تسببت في رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن هذين الفيلمين الوثائقيين روجا لشعارات موجهة ضد قيادة الجيش، حيث تم انتقادها بشدة في الجزائر العاصمة. وقد تم التعبير عن ذلك صراحة في البيان الصحفي الذي نُشر مساء الأربعاء. وأشار المصدر، إلى أن وزارة الخارجية الجزائرية قالت في بيانها، ” “إن الطابع المطرد والمتكرر للبرامج التي تبثها القنوات العمومية الفرنسية والتي كان آخرها ما بثته قناة فرانس 5 و القناة البرلمانية بتاريخ 26 ماي 2020، التي تبدو في الظاهر تلقائية، تحت مسمى وبحجة حرية التعبير، ليست في الحقيقة إلا تهجما على الشعب الجزائري ومؤسساته، بما في ذلك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني”. وأضاف بيان الخارجية الجزائرية، “يكشف هذا التحامل وهذه العدائية عن النية المبيتة والمستدامة لبعض الأوساط التي لا يروق لها أن تسود السكينة والعلاقات بين الجزائروفرنسا بعد 58 من الاستقلال في كنف الاحترام المتبادل وتوازن المصالح التي التي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال موضوعا لأي تنازلات أو ابتزاز من أي طبيعة كانت”. وتابع “لهذه الأسباب قررت الجزائر استدعاء، حالا ودون أجل سفيرها في باريس للتشاور”. وتابع موقع “جون أفريك”، أنه قبل دقائق قليلة من نشر هذا البيان الصحفي، رأت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أنه كان هناك “تنسيقاً سياسيًا” مصاحبا خلال بث الفيلمين للوثائقيين “بما يتجاوز كل مبرر للأحداث المشتعلة”، مشيرة إلى أن هذه الحملة الإعلامية، أسقطت (…) الأقنعة وترجمت النوايا الخبيثة. واتهمت وكالة الأنباء الجزائرية جهات رسمية بفرنسا بتوريطها بشكل ملتوي بمعاداة الجزائر. وأوضح المصدر نفسه، أن وكالة الأنباء الرسمية بالجزائر ذهبت إلى أبعد من ذلك بحديثها عن تعبئة المؤثرين بالمنصات الاجتماعية، الذين تم حشدهم للدفاع عن المصالح الفرنسية، حيث قاموا بتمويل الحملة الانتخابية لمرشح من أجل الانتخابات الرئاسية في 12 دجنبر 2019 في اتهام صريح للنظام الفرنسي. ومن المرتقب أن تتسبب هذه الأزمة الجديدة بين البلدين في مزيد من التوثر في العلاقات بين النظامين الجزائري والفرنسي.