افتتح مؤتمر الحوارات الأطلسي، المنعقد بمراكش من 12 إلى 14 دجنبر الجاري أشغاله، بتقديم تقريره السنوي في نسخته السادسة، والذي حمل عنوان “آفاق ونماذج أطلسية”. وناقش التقرير الذي قدمه اليوم الخميس زمرة من كبار الباحثين بمركز السياسات للجنوب الجديد، من خلال فصوله ال9، عدة أسئلة جوهرية متعلقة ب”نظام ما بعد أمريكا”، والنظام التجاري القائم على قواعد “فرص النجاة”، و”الدبلوماسية الثقافية” و”مستقبل الاتحاد الأوروبي”، قبل أن يتطرق إلى المشاكل المتعلقة بجنوب المحيط الأطلسي، مثل “توسع التمرد في الساحل وعلامات القلق في غرب إفريقيا الساحلية” و”الصين وإفريقيا في عصر الاضطرابات”. وخاض الخبراء وكبار الباحثين في مركز السياسات، من منطقة البحر الكاريبي وكوستاريكا والمغرب وفرنسا والبرازيل، خضم قضايا الأطلسي الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية، آخذين بيعين الاعتبار الرؤية الأوسع التي وضعتها أمينة توري، رئيسة وزراء السنغال السابقة، في مقدمتها: “إفريقيا التي نريدها هي إفريقيا متكاملة، لشبابها ولنسائها إيمان وأمل حقيقي في مستقبلهم، يصبون إلى مستوى أفضل من الرخاء والرفاهية، تاركين بالتالي وراءهم أي إحساس بالخوف والقلق والتهميش والإقصاء والإيذاء في حياتهم اليومية». وتطرق التقرير لوضعية المرأة في إفريقيا، ضاربا المثال بالتمثيلية النسوية، مؤكدا ضرورة فسح المجال لإسهامات النساء في قضايا تهمهن بنفس القدر. وفي فصله المعنون ب”الحكامة العالمية في عالم ما بعد أمريكا”، افتتح لين إسماعيل (سانت لوسيا)، السفير السابق لدول شرق البحر الكاريبي لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي، التقرير بملاحظات حول انحصار دور الولاياتالمتحدة في القيادة الغربية وعواقبها على الجنوب قائلا: “بينما تستمر البنى الدولية في التبلور والتطور، فإن رسالة دول الجنوب بسيطة: لا تجعلونا نختار! إن ديناميات القوة المتغيرة ونظرة الولاياتالمتحدة إلى الصين كمنافس ومهدد، بدلا من شريك، تدفع العديد من البلدان الى الشعور بأنها مجبرة على الاختيار بين جانب أو آخر”.