كنت قد قررت عدم الخوض في قضية هاجر الريسوني بعد صدور الحكم عليها فيما نسب إليها، لأنني قلت أن هذه مجرد قضية عادية شأنها شأن باقي القضايا التي تعرفها جل محاكم المملكة، والاهتمام بها لن يفيد الرأي العام ولن يساهم في تقدم المجتمع ورقيه وازدهاره، لكن سرعان ما تراجعت عن هذا القرار بعدما اكتشفت ترويج مغالطات خطيرة جدا من طرف السيد الريسوني سْليمان التي لا دليل لها ولا برهان سوى القول بأنها مجرد كذب وبهتان، وما علينا إلا البيان، ولو أن حديثنا هذا سيكون فيه شيء من التكرار لأن التكرار يفيد الشطار حتى لا أقول الحمار، لنضع الأمور في نصابها ونرجع طائشات تصريحاته المليئة بالمغالطات إلى معاقلها، ونعقلها بالدليل والبرهان. إن السيد سْليمان يأبى إلا أن يحاول التأكيد على أن قريبته هاجر اعتقلت بسبب مواقفها وقلمها المزعج، وأنها صحافية لها وزنها في البلاد، افتتاحية من قلمها تهيج الرأي العام الوطني والدولي وتزعزع أركان الدولة، والحقيقة هي أنها صحافية بسيطة جدا يتم تكليفها بإعداد تقارير إخبارية تتم قراءتها أو لا تتم (…) والكل يعلم من توسط إليها من أجل الالتحاق بجريدة أخبار اليوم، وهذا الذي توسط إليها لولاه ما رأينا سليمان (يتبورد) ويقدم رقصاته على واجهة الجريدة بعد اعتقال مؤسسها توفيق بوعشرين، وتلك الرقصات كلها تنطع لاتنفع البلاد ولا العباد، فارغة من الأفكار، وفيها حقد يسير في اتجاه تصفية الحسابات، حتى أن المشتغلين بأخبار اليوم باتوا يفكرون في الرحيل من الجريدة لأنهم لاحظوا أن السفينة سيغرقها الدون كيشوت سليمان واصبحوا يخافون على سمعتهم وأرزاق أبنائهم (…)، ولربما ستصبح الجريدة قريبا خاوية على عروشها ولن يبق فيها إلا الدون كيشوت لوحده “يدق ويقول شكون” هذا إن أطال الله في عقله ولم يصب بالجنون بصفة رسمية (…) لقد أثارتني تصريحات السيد دون كيشوت سليمان عقب صدور الحكم بالحبس النافد في حق الشابة هاجر ومن معها، وكنت سأضحك لولا الحزن الجاثم على قلبي بخصوصها، وصدقا كنت أتمنى أن تحصل على البراءة، لكن للأسف الشديد القانون لا قلب له ولا يعرف الرحمة، وأنا على يقين بأن القاضي الذي أصدر الحكم عاش لحظات صعبة وعسيرة قبل اتخاذه للقرار، لأنه في النهاية بشر مثلنا له إحساس الأبوة، لكن أمامه قانون لا يرحم، قانون في الوقت الذي كان على الدون كيشوت سليمان أن ينخرط مع القوى الحية منذ سنوات لتغييره هو والحزب الذي يستضل بظله، هاهو اليوم ينفخ صدره ويرغد ويزبد، ويزيف الحقائق ضنا منه أن الرأي العام سيصدقه، ولا يعلم بأن حبل الكذب قصير جدا والتاريخ يشهد والله يعلم، بل الأكثر من ذلك هناك تدوينة منسوبة لهاجر على شكل خاطرة فيها الكثير من الخيال “العلمي والأدبي” يتم ترويجها على صفحات الفيسبوك والتي تقول فيما معناها أنها كانت تتعرض لمساومات وتهديدات وهلم جرا من الهذيان الذي لن يغير حقيقة الأشياء، فلماذا لم تكشف عن أسماء هؤلاء، ألم تقولوا أنها قلم مزعج والقلم المزعج تكون له الجرأة ويكشف بدل الغوص في العموميات التضليلية، وما يروج الآن ذكرني بما سمعته من قبل في إحدى القضايا “هناك من اتصل بي قبل أيام وقال لي بأن لا أخوض في شخصين، شخص يراد له أن ينمحي من الحياة السياسية وشخص يراد له البروز فيها” نفس الإيقاع، كنا سنصدق التدوينة التي تروج لو تم اعتقالها وهي بحوزتها مخدرات أو أقراص مهلوسة، كنا سنقول بأن الأمن دسها إليها بحقيبتها وأن التهمة ملفقة إليها لأنها قلم مزعج، حينها يحق لها أن ترفع إشارة النصر لأنها اعتقلت ظلما وبتهمة ملفقة (…)، فهل التهم التي أمامنا تم تلفيقها إليها ؟ علما أن الجميع بمن فيهم دونوكيشوت رددوا العبارة التالية ( واش كاين غي هجر بوحدها اللي دارت الإجهاض ) وهذه العبارة يكررها أي متهم عندما يلقى عليه القبض ( واش كاين غي أنا بوحدي اللي درت هكذا ) فالأمر عادي جدا، لكن ماهو غير عادي هو القول بأن التهمة ملفقة، فهل الأمن هو من أجبرها على أن تتردد على المنزل المعلوم وهو من وضع المني برحمها ثم صار المني علقة ثم مضغة ؟ وهل الأمن هو من جرها إلى العيادة المعلومة وأدلى باسم مستعار وعاد بها في اليوم الموالي وقال لها اتصلي بالسيد طلعت ليأتي لك ببقية المال ليشارك معك في الفعل وهو يعلم أنها ترغب في التخلص من الحمل ؟ أرجوكم اشرحوا لي فالدون كيشوت (غادي يسطيني) هل يعقل أن فتاة أحست بمغص في بطنها ستذهب بمفردها إلى العيادة ؟ نحن نعلم أن أغلب الفتيات في عادتهم الشهرية يصبن (بالسخفة والرعدة ) فمابالك بمغص لا علاقة له بالعادة الشهرية، أيعقل هذا ؟ إطلاقا لا يمكن… والغريب وهو ما يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات أن السيد دون كيشوت سليمان الذي سبني وقذفني وقال عني أنني “مسطي وبوليسي” وطبعا لن أنزل لمستواه أبدا وأتهمه بالعمالة لصالح جهات أجنبية ترمي إلى الإساءة للدولة وبعض رموزها إلى غير لأن أي اتهام يعوزه دليل وأنا لا أتوفر على دليل حتى يتوفر هو على دليل بأنني (بوليسي )… ، قلت، الغريب أنه لا يذكر أبدا السيد طلعت الأمين في تصريحاته ويدافع عنه بنفس الشراسة كما هاجر، ألم يصبح السيد رفعت فردا من أفراد العائلة ؟ أم أن السيد دون كيشوت لم يكن يعلم بهذا إلا بمجرد علمه بالإعتقال، فمن يدري ربما أصلا لم يدخل السيد رفعت من الباب ودخل من النافدة (…) فجميع الاحتمالات واردة طالما أننا ولحدود الساعة لم نر أي دليل يفيد على أن حفل الزفاف كان فعلا سيكون يوم 14 شتنبر، وطالما أيضا أن المحاكمة هربت عن قاعة المحكمة وتتم بالمنابر الإعلامية التي يشتكي منها السيد محارب الطواحين أنها تقوم بالتشهير وهو في ذات الوقت يكتب على صفحته “أين إعلام الشرعي وأين إعلام خباشي… لماذا أصابكم البكم…” ، إذن هذا دليل آخر على أنه يصفي حساباته مع خصومه بقضية المسكينة هاجر التي اتخذها “الدون كيشوت المجدوب “وسيلة لضرب من يخالفه. ومن بين ما صرح به عقب صدور الحكم أن المستهدف من اعتقال هاجر هم آل الريسوني وكأنهم أهل الحل والعقد، وكأن هذه العائلة معصومة من الخطأ ولم يسبق لأي أحد فيهم أن (نفخ بطن ) أنثى وتخلى عنها وعن وليدها واتخذها آخر خليلة له (…) ، وكأن هذه العائلة لم يسبق لأي أحد فيهم أن سُجن، وكأن هاجر لم يسبق لها أن حملت وأجهضت وليست هذه هي المرة الأولى أو سبق لها أن قامت بعلاقات جنسية رضائية، طبعا هذا حقها وحق الجميع ويا حبذا لو أقر به القانون، وكأن هذه العائلة بأكملها ورع واستقامة، وكأن هذه العائلة تزعج النظام ولها تأثير داخل المغرب وخارجه، فمن يبالي حتى بالإتحاد القطري لعلماء المسلمين الذي رئيسه الشيخ الجليل الذي أصابته (اللقوة) وكنا ننتظر منه أن يمتلك الشجاعة ويقول كلمة حق تشفع له أمام الله وأمام العلماء الذين يرأسهم، أحترمه احتراما شديدا لكن خاب ضني فيه في هذه القضية للأسف. أكتفي بهذا القدر، وأقول على أن الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، والذباب الإلكتروني ومن يحركه لن يفيد في شيء، وفي الختام أتمنى صدقا أن يتعامل القضاء وبالأخص القاضي في المرحلة الإستئنافية مع هاجر كإبنته، بعيدا عن قسوة القانون الذي يحتاج منا إلى إرادة قوية وحقيقية لتغييره، تماشيا مع الواقع والتطور الذي تشهده باقي الدول، دون الإلتفات للعنتريات وسلاطة اللسان، من السيد الدون كيشوت سْليمان الذي يصفق لك اليوم إن كنت معه، وإن خالفته يتهمك بما أتى في عقله، ولا نقول شيئا إلا، لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم رد به ردا جميلا.