لوحظ في السنوات الأخيرة إقبال المغاربة على قضاء عيد الأضحى بالوحدات الفندقية المنتشرة بالمملكة، حيث تتزامن هذه المناسبة مع بعض العطل الرسمية من قبيل العطلة المدرسية الصيفية، إذ أصبح التوجه العام لهذه الفئة الاجتماعية هو استثمار المال في الترويح عن النفس، على عكس الأغلبية التي تضفي هالة القدسية على عيد الأضحى. ولوحظ خلال الفترة الأخيرة حدوث بعض التغيرات النسبية التي بدأت تمس فكر المجتمع المغربي، فبالإضافة إلى الفئة التقليدية المحافظة التي تعتبر عيد الأضحى واجبا، بالنظر إلى أبعاده الاجتماعية والأسرية المقدّسة لديها، هناك فئة أخرى، تميل نحو قضاء عطلتها الصيفية بشكل طبيعي دون أن تعير أي اهتمام لهذه المناسبة لدواعٍ اقتصادية ودينية واجتماعية. هذه الفئة الاجتماعية والتي تمثل أقلية ليست موحدة كالفئة التقليدية التي تقوم بشراء أضحية عيد الأضحى لداعٍ ديني محض فهي تتوزع إلى صنف يقاطع عيد الأضحى بدعوى استثمار الأموال المرصودة له في الترفيه والسفر، وصنف أخر يمثله الشباب لم يعد يكترث للتقاليد المجتمعية التي تتمحور حول قدسية هذه المناسبة، وصنف ثالث يعتبر أن العيد شعيرة دينية محكومة بسياقات تاريخية معينة لم تعد صالحة في يومنا هذا. وحول التحوّل النسبي في المنظومة الاجتماعية المغربية، يرى المختصون أن عيد الأضحى مازال مقدسا لدى أغلبية المغاربة، وهو ما تشير إليه أرقام وزارة الفلاحة بخصوص ارتفاع الطلب على اقتناء أضحية العيد، لكن هناك شريحة قديمة-جديدة، هي الطبقة البورجوازية ذات الدخل العالي، تفضل قضاء الأعياد في السفر إلى خارج أرض الوطن أو تمضيته في الفنادق داخل المملكة، حيث ترى هذه الفئة مناسبة عيد الأضحى ظاهرة عادية، ويؤكد المختصون أن الأسر صارت تفضل استثمار أموالها في العطل، لا سيما حينما تتزامن هذه المناسبة مع بعض العطل الرسمية، مدرسية كانت أو صيفية”. لكن الجديد حسب المختصين أن الظاهرة أصبحت مقبولة اجتماعيا، ومن ثمة يوجد تنافس بين الديني والاجتماعي، لأن الأولوية كانت للدين في المجتمع على الدوام، لكن عيد الأضحى في حد ذاته أصبح ظاهرة اجتماعية أكثر منه دينية بمختلف طقوسه وتقاليده وثقافته.