كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركيّة، أن بعض أعضاء فريق اغتيال الصحافي البارز، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول، تلقّوا تدريباتهم في الولاياتالمتحدة الأميركية. وذكرت الصحيفة أن الارتدادات التي سببتها الجريمة لا زالت مستمرة، رغم مرور 6 أشهر عليها، وهي ارتدادات تطال عصب العلاقة الأميركية السعودية الحساسة والدقيقة جدًا، خصوصًا في مجالات الأمن والاستخبارات، وهي علاقة “لا زال مستقبلها معلقًا، في انتظارات إجابات الرياض”، بتعبير محلل الشؤون الخارجية في “واشنطن بوست”، ديفيد إغناتيوس. وحتى الآن، لا رواية سعودية واضحة، أو بتعبير أدق، مقبولة، حول كيفية ولماذا قُتل خاشقجي، ولا إجابات، في المقابل، على أسئلة كيف تم تدريب فريق إسطنبول الذي نفذ العملية وكيف تمكن من السيطرة عليها؟ وما هو دور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ومساعديه المقربين في عملية القتل؟ وما هي الروادع الجديدة التي يمكن تطبيقها، في الرياضوواشنطن، للتأكد من أن مثل هذا القتل المروع لخاشقجي لن يحدث مرة أخرى؟ والأهم من ذلك، هل سيتم محاسبة أي شخص؟ وهي الأسئلة التي تصرّ عليها الولاياتالمتحدة الأميركية. ويولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اهتمامًا خاصًا للعلاقة مع واشنطن، إلا أن “واشنطن بوست”، إغناتيوس كتب “باختصار، طالما لم يقبل بن سلمان أن يلام على الأعمال الوحشية التي ارتكبت باسمه، فإن علاقته بالولاياتالمتحدة ستبقى متقطعة”، رغم الإجراءات التي يزعم أنه قام بها، مثل إقالة مستشاره، سعود القحطاني، إلا أن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن بن سلمان أصبح نسخة سعودية من صدام حسين، في تطبيقه “التحديث” الاستبدادي. وعدّدت الصحيفة وجوهًا عدة تشير إلى انزعاج الاستخبارات الأميركية من نظيرتها السعودية، لم يكشف عنها سابقًا، شكلت “درسًا في كيفية إساءة استخدام قدرات الولاياتالمتحدة الاستخباراتية والخاصة من قبل دول أخرى”، أبرزها تلقّي بعض أعضاء فريق التدخل السريع في السعودية، الذي نفذ جريمة اغتيال خاشقجي، تدريباتهم في الولاياتالمتحدة، إذ حذرت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وكالات حكومية أخرى من أن بعض عمليات التدريب تمت عبر شركة “تاير وان غروب” ومقرها أركنساس، بمصادقة وزارة الخارجية الأميركية، إلا أن التدريبات أوقفت بعد الجريمة، ولم تستأنف حتى الآن. بالإضافة إلى أن أحد المسؤولين عن قنوات الاتصال في هذه التدريبات بين السعودية والولاياتالمتحدة هو الجنرال أحمد العسيري، أحد المشتبهين الرئيسيين باغتيال خاشقجي.